•   info@saudiusa.com
( 4 Votes ) 
17 كانون1 2017

التجربة الأولى مع الأعمال التطوعية


الكاتب:
Mohammed Almalki

 

الاعمال التطوعية في إمريكا ترددت على مسامعي كثيراً قبل فترة الإبتعاث، وكيف لك كطالب في الولايات المتحدة أن تتطوع بحسب قدراتك بما يتناسب مع جهدك ووقتك الدراسي، كانت البداية مع هذا المجال الوسيع من مركز مرضى السرطان بتوصيل أحد المرضى.
هنا سوف أذكر بعض التفاصيل التي لازالت عالقة في ذهني من بداية التسجيل، ومن ثم الخطوات، والكيفية في التعامل الإنساني مع مرضى السرطان في أحد المراكز إلى آخر لحظة 

من هذه التجربة.
•طريقــة التسجيــل :
كانت البداية من مركز العمل التطوعي في المدينة (Volunteer Center of Lubbock)، المركز يعتبر النواة التي تجمع المؤسسات والدوائر الحكومية في المدينة ويعرض بطرق مرتبة وميسرة ماتحتاجه المنظمات والمؤسسات من الأعمال التطوعية، حيث يتيح لك التسجل فيه وتحديد المنظمات التي ترغب أن تشعرك برسائل دورية على البريد الخاص بأنها في حاجة لبعض المتطوعين، كانت بداية علاقتي بهذا المركز التطوعي عن طريق محاضرة نظمها معهد اللغة وحضر فيها ممثلين من المركز يوضحون فيها طريقة التسجيل والتطوع مع المنظمات في المدينة، حتى أذكر بأن أحد الحضور ذكر بأنه لا يستطيع أن يقدم شيء مفيد ليكون الرد عليه من أحد العاملين في المركز بأن كل شخص قادر على أن يقدم شيء للمجتمع.
• بعد فتــرة التسجيــل في المركز،
كان من بين هذه المنظمات التي أخترت منظمة مرضى السرطان (American Cancer Society)وكنت أعتقد في البداية بأن التسجيل لا يتطلب الكثير من المطلبات والخطوات وأنهم في حاجة لوجود المتطوعين، كان نوع العمل التطوعي الذي تحتاجه المنظمة هو توصيل المرضى إلى مراكز مرضى السرطان المنتشرة في المدينة لحضور الجلسات الإشعاعية والتي قد تمتد إلى شهراً كامل، أعتقدت بأن التسجيل في المركز التطوعي في المدينة هو الخطوة النهائية لبداية التطوع في توصيل المرضى، وكانت تجول في خاطري بعض التصورات مثل كيف لي أن أتحدث مع مريض مصاب بالسرطان!؟ وكيف سيكون مركز مرضى السرطان ؟! إلى آخره خصوصاً وهي التجربة الأولى لي شخصياً بالقرب من مرضى السرطان.
بعد إسبوع تقريباً تردني رسالة على الإيميل كرسالة ترحيبية من منظمة مرضى السرطان تفيد بأنه لابد علي من إكمال بعض المطلبات عن طريق الرابط المرفق في محتوى الرسالة لكي يتم إعتمادي كمتطوع رسمي في توصيل المرضى، في فترة نهاية الإسبوع بحثت عن على الرابط لأجد في تفاصيله خطوات عدة كان منها التالي:
١- كمتطوع يجب عليك متابعة مقطع تعريفي عن التعامل مع مرضى السرطان فيما يتعلق بخصوصية المريض ومراعاة حالاتهم الصحية، وأن هذا النوع من خدمة التوصيل ليس إلا لحالات تنطبق عليها شروط التوصيل مثلاً لا يستطيع القيادة، عاجز، لا يملك مركبة وغيرها.
٢- بعد الإنتهاء من الخطوة الأولى تنتقل إلى تعبئة بعض المستندات ومن ضمنها رخصة السير والتأمين على المركبة.
زاد أصراري على العمل التطوعي وخوض التجربة بعد رؤية كل هذه التفاصيل الدقيقة والتنظيم التي تكفل لك كمتطوع وقتك وجهدك وتكفل للمريض كرامته وحقوقه.
وبعد إستكمال جميع المستندات المطلوبة وإرسالها، تواصل معي أحدهم ليذكر بأنه المنسق لهذا النوع من العمل التطوعي في المدينة ليكون حلقة وصل بين المرضى والمتطوعين لتوصيلهم، وأنه في حالة إي إستفسارات يمكن التواصل معه.
بعدفترة تقترب من الشهر والنصف ذكر المنسق بأن هناك حالة تحتاج التوصيل وذكر في الرسالة بعض التفاصيل مثل إسم المريض، العنوان ، تاريخ المراجعة،المستشفى، ورقم هاتف المريض،
وأنه في حالة الرغبة في توصيل المريض فأنه يتوجب علينا التواصل معه لتأكيد إسم المتطوع أو الدخول على الرابط المرفق في الرسالة وتأكيده من الموقع.
يــوم التجـربة:
قبل يوم من الموعد المحدد تواصل معي أحد الموظفين في منظمة جمعية السرطان ليتأكد بأني الشخص المتطوع ويذكرني بالموعد، وأن المريض كذلك يحتاج بعض الوقت في النزول من الطابق العلوي إلى مواقف السيارات بالقرب من الشارع الرئيسي.
كتبت عنوان المنزل في خرائط جوجل ليؤكد بأن المسافة في حدود الربع ساعة تقريباً، عند الساعة الثانية ظهراً تبين بأن المكان في جهة اليسار من الشارع الرئيسي، ماهي إلا دقائق فقط ويتواصل معي أحد الموظفين في المنظمة ليسأل هل ذهبت وهل وصلت للمريض، أخبرتهم بأني في العنوان المحدد وفي إنتظار المريض ليذكر لي الموظف بأنه سوف يتواصل مع المريض ليخبره بأني في المكان المحدد.
كانت الحالة لمريضة مسنة لا تقوى على الحركة، وفي أثناء الطريق لمركز السرطان كانت تتحدث معي وكأنها تعرفني منذ زمن، كنت مرة أفهم ماتقول ومرات لا أفهم، وبعد ما يقارب الربع ساعة نصل إلى المركز المحدد في العنوان لتقودها إحدى الممرضات في عربة من باب المركز مباشرة إلى موعد جلستها، أخبرتها مع نزولها بأني سوف أكون في صالة الإنتظار.
في صـــالة الإنتظــار:
أخذت زاوية لأتمكن من رؤية باب الإستقبال في حالة خروج المسنة التي يجب علي أخذها إلى منزلها بعد الجلسة العلاجية التي لن تأخذ أكثر من ٢٠ دقيقة تقريباً كما ذكرت، وكانت فرصة كذلك لمشاهدة دهاليز المركز في صالة كان أكثر مرتاديها من كبار السن وقليل من الأطفال.
في صالة الإنتظار كان الهدوء علامة بارزة لا صياح ولا أنين للمرضى، غير التلفاز والابتسامات المتبادلة بين الممرضات والمرضى وموظفي الإستقبال، لفت نظري وجود ممرضة تتواجد في صالة الإنتظار وكأن وظيفتها الحديث مع المرضى والجلوس بالقرب منهم وسؤالهم عن أحوالهم وتقدمهم في جلساتهم العلاجية وهل يحتاجون لبعض الماء والقهوة لتحضره لهم، وأخرى معها تتجول بكلبها المدرب بين المرضى ليستعرض جزء من مهارته أمامهم.
كان الدور عندي لتسألني الممرضة المتجولة حول المرضى معتقده بأني أحد المراجعين لأخبرها بأني في إنتظار أحد المرضى، لتذهب إلى الإستقبال وتسأل عن المريضة وتعود لتخبرني بأنها مع الطبيب وتعرض علي نفس الطلب إذا كنت في حاجة إلى بعض الماء أو القهوة.
مع هذه المشاهد المختلفة يرن الهاتف ليخبرني المتصل بأن المريضة في باب المركز وفي الإنتظار للعودة، أخذت المسنة وعلى طول الطريق كانت تسترسل في أحاديثها وكأنها لا تجد من يبادلها بعضاً من هموم المرض والحياة.
هذه التجربة الأولى كانت دافع لبداية تجارب مع منظمات آخرى في بلد الإبتعاث شاهدت فيها زوايا مختلفة لواقع الحياة بعيداً عن الحرم الجامعي.
نسأل الله الشفاء لكل مريض مصاب والسلام خير الختام
 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول