عكاظ و السارق اللطيف

هذا ما فعلته جريدة عكاظ تماماً مع الطلاب المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد نشرت الجريدة في 09 ديسمبر 2016 خبراً مفاده أن الوزارة تعتزم خصم "بدل العلاج" من مكافأة الطلاب المبتعثين بالخارج. وكان الخطاب خاص موجه لطلاب الولايات المتحدة كونه تضمن تصريح للملحق الثقافي على حد قولهم بأن الملحقية الثقافية قد أرسلت للطلاب بخصوص هذا القرار. وأضاف كاتبي الخبر بأنهما تواصلا مع الطلاب بخصوص هذا الخصم وأن هؤلاء الطلاب المتحذلقين قالوا أنهم “غير متضررين من هذا الخصم"!!!
أثار هذا الخبر ضجة كبيرة بين المبتعثين، والذين بدورهم أبدوا امتعاضهم منه حيث يعلم الجميع بأن الطلاب لم يتلقوا أي رسائل تختص بأمر الخصم، كما يعلم الجميع أيضاً بأن الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى والذين وضوعوا صورته في الخبر كنوع من المصداقية لم يصرح لهم لأنه قد رفع خطاباً للوزارة بإعادة النظر في أمر الخصم أو على أقل تقدير تأجيله حتى يتأهب الطلاب "الأغنياء" لترتيب أمورهم بشكل أفضل، وهذا ما يفسر عدم إرسال الملحقية الثقافية بأمريكا لطلابها المبتعثين. الجميع يعلم هذا .. ما عدا عكاظ على ما أظن.
المضحك في الأمر بأن الجريدة الغراء عادت في اليوم التالي ومن نفس الصحفييْن بخبر آخر يناقض تماماً الأول، وكان عنوانه: إيقاف "بدل العلاج" يشعل الجدل بين المبتعثين!! ولم أعلم حتى اللحظة ما هو الجدل الذي سيحدث بين طلاب الابتعاث بأنه سيتم خصم مبلغ من مكافأتهم؟! فهل هناك من سيقول إنه سعيد بهذا الخبر؟ أو أن التعبير خانهم، فبدلاً من قول "يثير حفيظة" المبتعثين تم ذكر "يشعل الجدل" بين المبتعثين. أو أن عكاظ مارست نظرية السارق المحترم الذي يريد أن ينشر خبر بأي شكل من الأشكال وكان ضحية هذه الحاجة هم الطلاب المبتعثين. حقيقة لا أعلم.

ما أعلمه جيداً بأن الطلاب مقدرين الظروف التي تمر بها بلادنا، والتي طالت الجميع. وأعلم أيضاُ أنهم هذه المرة تكاتفوا مع الملحقية الثقافية لتفادي صدمة الخصم للشهر الحالي. وأعلم بما لا يدعو مجالاً للشك بأن سقطة عكاظ هذه غريبة جداً، فكيف يتم نشر خبرين مختلفين ومضحكين في يومين متتاليين بدون أن ينتبه له كاتبي الخبرين، أو المحررين أو رئيس التحرير أو الطلاب "الأشباح" الذين تم ذكرهم في الخبر بأنهم غير متضررين بهذا الخصم. والحمد لله بأنهم لم يذكروا بأن الطلاب كانوا "سعداء" بهذا الخصم حتى لا يعودون إلى بيوتهم وقد خُصم مخصصهم المالي بالكامل وذلك بخبر جديد من عكاظ يؤكدون فيه عدم المهنية وقلة احترام عقول القراء والأهم أكل لحم طلاب الولايات المتحدة بالباطل. فالحمد لله بأن سارق السيارة والبيت ليس مجهولاً هذه المرة.

• صورة مع التحية لردة الفعل الإيجابية من قبل الطلاب المبتعثين بالولايات المتحدة الأمريكية الذين عبروا عن عدم تقبلهم بخصوص خصم المكافأة وبخصوص التأمين الطبي المقدم لهم بطريقة راقية تمثلت باتحاد الأندية الطلابية تحن مظلة "سفراء الوطن" ومن خلال المنظمات الطلابية تحت مظلة "سعوديون في أمريكا" لإيصال صوت الطلاب بشكل موحد وبطريقة واضحة ومقنعة للمعنيين بالأمر.