•   info@saudiusa.com
و قد عشقتُ فيكِ ما لا يُعشق!
( 0 Votes ) 
23 تموز 2016

و قد عشقتُ فيكِ ما لا يُعشق!

 

~~ مشهد عابر في وقت السرحان~~

 

"هيا اخرج! لا تُقحم نفسك في الأمر أكثر... حياتك و وقتك الأن ملكك، و قريبا جدا سوف تفقدهما كما فقدت غيرهم! عُد إلى صوابك قبل أن يضيع عليك أغلى ما تملك!"


لقد بات يكرر ذلك الداخلي أمثال هذه الجمل المطرزة بالخوف و التراجع. إنه يريد الخير لصاحبه و مُمثله المرئي! أراه دائما هكذا يرفض التحديات الكبرى، و لا يريد خوض مغامرة جديدة خوفا من فشلٍ قد يحدث و تكاسلا من مشقة قد تحدث.

 

أراك تائه تتسائل، و بداخلك قلق يتصاعد إلا أنك تود كما أعرفك دائما في خوض مغامرة تبدو شيقة في مطلعها. ستكون كذلك حتما إن سخرت لها البيئة الملائمة لنضوجها و رشدها. إني على يقين تام بنجاحك و ازدهارك إن تركت ذلك الداخلي يتألم قهرا و غيظة!
.
.
.
~~ صراع و تحدي ~~


"سوف تخسر أعدك بذلك! تذكر أنك ذو أهداف صريحة و واضحة، و لم يكن من بينها ممارسة العشق الذي توده و ترغبه مع عشيقتك الجميلة! حسنا، سوف نتفق على خوض غمار هذه التجربة لاحقا و لكن ليس الأن يا انعكاسي!"


"فلنجرب الأمر فهو بحاجة ماسة لممارسة ذلك العشق المُباح! لقد أوجده و أعاد اكتشاف هويته بل و جعله يُدمن استنشاقه أكثر و أكثر حتى صار شاعرا يتغنى بأبياته و يُداعب قلمه متى أراد. لقد أعاد الروح المسلوبة لورقة كتب فيها ذات مرة: "اخرس ذلك الناقد الداخلي و انطلق!"".


فانطلقَ فورا يُمارس ما أُحل له و أبحرَ في أعماقه بعد أن تجول بين أرجائه يمنة و يُسرى حتى غدى كيانا و أحيا مُجددا ذلك الورق الندي و ذلك القلم الجاف و تلك الأفكار المترددة.


"هنيئا لك بعشق قُدر له أن لا ينتهي، و سيتضاعف يوما بعد يوم حتى يُصقل حياتك و يُشكل ألوانك". لا مانع منه فرغبة و شوق امتلكها فأراد استثمار عُمق ما فيها. إيمان بأنه فريد من نوعه و الاستثناء مصطلح يتجسد في معانيك و نظراتك. اعلم أنك تعشق فيها ما لا يُعشق، و أُدرك تماما أنك أدمنت روائحها و تفاصيلها.
.
.
.
~~ استراحة ~~


"لقد صار الوقت ليلا و حان الوقت للتريث قليلا! إنها تجرك نحوها و لن تدعك للراحة. إني بداخلك أريد لك راحة لا أكثر!"

 

"لا أعتقد أنها مسألة بحاجة للنقاش أو التريث! لا تُحاول مرة أخرى أن تُفكر في طرح هذا المسألة للنقاش!". صواب ما قمت به و متعة تتجدد كل يوم. دع العشق لمن قدسه و حاز على إلهامه، ثم استمتع بنظرات خاطفة كيف هي حياتي و خذ عني أنك تُمارس عشقك و تُعطيه من أجل السماء!.
.
.
.
~~ مشهد الختام ~~


لقد نضجتَ سريعا و أصبحتَ رجلا حقا. صحيح أنك ذو لا شارب و لحيتك غريبة المنبت إلا أنك أعظم مخلوق رأيته في حياتي! لقد مرت ثمانية أعوام كاملة، و لا زلتُ أتذكر صِباك و كيف بدأتْ و كيف كنت تعاني، تقلق، تعتب، تصبر، تُخطط، تجتهد، تسهر، تُفكر، تتألم، ثم تفرح أخيرا. لقد فرحتَ كثيرا جدا خلال سنوات ثمانية، و حققت من خلالها الكثير حتى دخلت عالم الاستثناء. أستطيع أن أتيقن بأنك ستُسطر أسطورتك الشخصية في مُدونات و كُتب التاريخ قريبا جدا.


"لقد استغرق الأمر ثمانية أعوام كي تقف كما أراك تُصفق لي و ترفع قبعتك الحسناء احتراما و فخرا بما فعلت! لقد منحتني أجمل اللحظات و أعذب التجارب و علمتني من أكون و نظمت سير حياتي و جعلتني أُقدر قيمة الحياة، الإنسان، و العطاء. جميل جدا أن توقن بأني أنا و قد عشقت فيها ما لا يُعشق!".


سعوديون في أمريكا... ثمانية أعوام من العمل التطوعي مضت و القادم حتما أفضل بإذن الله!
شكرا لكم إني عاشق فدعوني!

 

هتان عارف

طالب بكالوريوس تخصص هندسة مدنية, كاتب ومحرر.

- Facebook
هتان عارف

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول