ممنوع أنت عن إماطة الأذى!!

غابت ساعات رمضان 2016 و تجهزنا و استقبلنا العيد بأيامه و أفراحه و لقاءاته. ربما قد أعددت له خير اعداد سواء كنت بين أهلك في السعودية أو بين كتبك الثقيلة في أمريكا. و لكنك تعاملت معه، أي العيد و هو ضيفك. ضيف نعتر لوجوده و نسعد لخدمته و نتمنى إسعاده بكل ما نملك.

أستطيع أن أؤكد لك أنك تعشق الجمال! من منا من لا يعشق هذا الفضاء! و لا شك بأنك تود الظهور بشكل يليق بك و بشخصيتك و كيانك. مظهر يعزز ثقتك و يبحر بك في حرية و إن كانت في عمقها لحظية. حسنا، عليك أن تصل لدرجة القناعة بما تملك من جمال و مظهر خارجي، و عليك أن تحافظ عليهما داخليا جيدا فهما ما سيتبقى لك دائما و إن فقدت ذلك الخارجي منه.

عبر بإحسان كما هو شعار برنامج "قمرة" للأستاذ المعلم أحمد الشقيري، و قبل إحداث شيء ما... عليك أن تسأل و تفكر... هل أقبل إحداث ذلك الشيء على نفسي؟ الأمر حقا في غاية البساطة! نحن نتعلم من بعضنا البعض، و نقرأ في سطور الآخرين لنصل لنقطة التميز التي امتلكوها فحافظوا عليها و أكرموها. فلنكرم قيمنا، و لتعظم قيمتك، قيمة الإنسان الأكرم في الوجود.

أعتقد أننا بحاجة نحن الشباب من كلا الجنسين إلى صفعة قوية جدا تُوقظنا من سبات، غفلة، لا مبالة، ضياع، و يأس. أمر حان وقته لنفتش عن أنفسنا الحقيقية بداخلنا. ربما تتفاجئ بأن صديقك المقرب سرق منك نفسك الحقيقية، و عليك استعادتها منه بعد أن فقدتها لسنوات. انظر بداخلك و أحبذ إغلاق عينيك جيدا... تأمل الأن و ابحر و تعمق في أرجائك اللا منتهية. حتما سوف تصل إلى شيء ما، و سوف تتكشف أن أرجائك - تلك اللا منتهية - سوف تقودك لأرجاء أخرى. فأنت الانسان!

تذكر من أنت من تكون، و تعلم من أخطائك أيها اللا مبالي! صحيح أن القطار لن يفوت عليك و صحيح أن الفرصة سوف تأتي إليك مع إشراقة كل صباح يوم جديد، و صحيح أنك قادر على التعلم دائما،... بل و صحيح جدا أن عليك التوقف هنا! فلتخرس ناقدك الداخلي الذي يمنعك حتى من إماطة الأذى عن الطريق تحسبا لما سيقوله من أمامك عند مشاهدته لتصرفك المحمدي. عد لتبتسم كما تعلمت و كنت دائما كذلك طيلة رحلة ابتعاثك و لا تبالي قول ناقدك ابدا. وجه له صفعة تلو الأخرى و ببساطة، عليك أن تفعل كل ما يأمرك بعدم فعله!

اعرف نفسك فغيرك عرف نفسك فاستغلها عِوضاً عنك خير استغلال. كن إيجابيا ليوم واحد لا أكثر! و انظر ماذا تلاحظ؟ فلتتفق هيا على معاهدة ذاتك للقيام بإنجاز بسيط جدا كل يوم و لمدة أسبوع ثم لاحظ ما ترى عليك من تغيرات و نتائج. ابدأ بصغائر الأشياء من حولك... ابدأ بترتيب سريرك كل صباح قبل خروجك لعملك أو جامعتك. انظر ماذا ترى بعد حين. هل فكرت ذات مرة في فكرة مجنونة؟ افعل كل ما يمنعك به ذلك الداخلي، و ستُفتح لك الأفاق و تُنار لك البصائر. سوف تعرف حينها أنك انسان خُلق ليتفكر، يتعلم، يتطور، و يتغير... لست عبدا خُلق ليُطمس، يُدفن، يُفنى، و يتوقف!

 لن يعود رمضان إليك قبل العام القادم، و لن ترضى على نفسك بأن تستقيم خلال أيامه و تحبس أمارتك بالسوء داخل احدى الصناديق المؤرشفة ثم تخرجها فتلبسها و تتقمصك جيدا لتلعب بك و تتحكم بك كيف شاءت. كن قدوة لنفسك! انظر للسماء ليلا... سوف تجد ما أسست و بنيت. استمر لا أكثر! لقد حققت رصيدا جيدا من الحسنات و الأعمال الخيرة و قمت بتعديل بعض سلوكياتك الخاطئة خلال شهر كامل. عليك بالاستمرار و هزيمة المغريات من حولك. اعلم جيدا أنها كثيرة جدا و مشوقة جدا بعد انقطاع نوعي، إلا أنك عاهدت نفسك و تحديت أمارتك بالسؤء فعليك بالمواصلة و لتعلم جيدا من أنت من تكون، و تذكر ذلك في كل مرة يُغالبك نعاس احدى تلك المُغريات.