ومضات رمضانية ٢

ومابين انشغال بعبادات روحانية والتزامات إنسانية وملهيات عصرية، ينبض بداخلنا عتب صغير بالكاد يستشعره بَعضُنَا بينما يصرخ عالياً بأعماق البعض الاخر. ذلك العتب الذي ينتج من مقارنة خططنا المقترحة لإستثمار وقت ذلك اليوم بما تم إنجازه حقيقة على أرض الواقع. خاصية الإستشعار هذه تنشط وتتفاعل أكثر ويرتفع صوت منبهها حينما تتغذى بقيمة عالية لثمن الوقت! حينما نتشبع بقناعة ان عائد الاستثمار في ذلك الوقت أعلى من غيره بأضعاف. كيف لا وهو شهر رمضان، كيف لا وهي أيام معدودات.

ولكن، وبأسى يدمي القلب، وبانتهاء هذه الأيام الفضيلة اذا صمدت العزيمة حتى ذلك الحين، تنخفض قيمة الوقت بشكل حاد عند الكثيرين، فتضيع مهارات التخطيط والأستعداد لإستثمار الأوقات، ويفيض جل الوقت الذي كان مستقطعاً للقرآن وخير الأعمال لينثر بلا حساب على طاولة الملهيات.

وهنا نتفكر، وفي هذا اليوم وكل يوم خلال شهر رمضان وقبل ان ننتظر غياب يوم آخر، كيف نتعلم استشعار ثرواتنا الوقتية. مالذي أثّر على مؤشر الوقت ليرتفع لأعلى أسعاره في فترة وجيزة، وكيف لي أن أحاكي هذا المؤثر ليدعم مؤشر الزمن عندي لأطول فترة وينعشها بين الحين والأخرى. نحن أمة نتعطش لاستثمار ثروة أوقاتنا قبل ثروة أموالنا، فلنستثمر هذه الأيام في بناء انفسنا لما بعد رمضان.