ومضات رمضانية

ومع حلول مساء آخر يوم من شعبان، تبادلنا التهاني والتبريكات، وتشاركنا الدعاء بالتوفيق للصيام والقيام، وتنوعت التوصيات بتحري خير أوقاته واستغلال الصفوة من أعماله. ومابين استعداد لشهر جديد وذكريات شهر مضى، تنوعت الخطط وتفاوتت الإستعدادات وشُدّت المئازر وشُمِّر عن السواعد وبدأ السعي والمسارعة الى مغفرة الله!

فماذا بعد رمضان؟! نعم، ماذا بعد رمضان؟ سؤال يُزاحم كل هذه الأفكار والخطط والاستعدادات! فلماذا ننتظر نهاية الشهر حتى نتساءل عن حالنا بعد رمضان؟ ألسنا في تجارة مع الله ننتظر أرباحها المستقبلية ؟! فكيف لنا أن نستثمر حاضرها دون إعتبارٍ لمستقبلها ؟! أليس هذا الشهر محطة صيانة سنوية لأرواحنا وأبداننا لنرتقي في رمضان ونتهيأ لما بعده! أليس حريّاً بِنَا ان نتفكر في احوالنا بعد رمضان لنتعلم من صيامه وقيامه وترانيم قرآنه ما نحتاجه ليقيّم أفعالنا وأقوالنا ويهذب سلوكنا ويعزز قيمنا !

خضنا المدرسة الرمضانية أعواماً ومازلنا نصوم عن الطعام والشراب كل يوم في رمضان ونتباهى بفضله على الصحة ودوره في استشعار حال الفقراء لنفطر كل مساء على موائدٍ باذخةٍ وأصنافٍ متخمة! حفظنا جوارحنا ومسامعنا وأعيننا عن ما يجرح وقار الصوم نهاراً لنتسامر عليه في المساء وكأن وقار نهار رمضان لا يتفق مع مساءه. والقائمة تطول وتتنوع من فرد لآخر حاول ان يجتهد في شهر رمضان بلا رؤية متعدّية لما بعده.

فلنفكر ونتفكر من الآن، ماذا ( أتعلم من دروس في رمضان لأطبقها) بعد رمضان! ماذا (سأطور في نفسي) بعد رمضان! ماذا (سيتأصل في صفاتي) بعد رمضان! ماذا (سأصنع في رمضان لما) بعد رمضان!