•   info@saudiusa.com
مبتعثة سعودية تبرز في التصميم الداخلي - لقاء مع (نادية عرفة)
( 1 Vote ) 
19 آذار 2016

مبتعثة سعودية تبرز في التصميم الداخلي - لقاء مع (نادية عرفة)

إعداد: آلاء الغانم - سعوديون في أمريكا

- نادية، عرّفينا عن نفسك؟
اسمي نادية بنت عبد الرحيم عرفة، طالبة دكتوراة في جامعة شرق ميشيغن "Eastern Michigan University"، تخصص تصميم داخلي. التحقت ببرنامج الابتعاث لأواصل الدراسات العليا وأحقق هدفي بأن أصبح من أوائل المصممات السعوديات اللواتي أكملن دراستهن في هذا المجال ولكي أصقل موهبتي في التصميم.

 

 

هناك تطور ملحوظ في مجال التصميم الداخلي بسبب الإقبال الكبير عليه. وضعت لنفسي رؤية واضحة بأن أسلك هذا المجال أكاديميا لأصبح مرجعا للمرأة السعودية التي تهوى التصميم و الإبداع. وذلك بأن أنشئ مكتبا للتصميم الداخلي في المستقبل لأخدم المجتمع السعودي. بالرغم من صعوبات الابتعاث وبالرغم من طول الدراسة والتعب، إلا أنها كانت حافزا لي بأن أثبت لنفسي وللمجتمع الأمريكي بأن المرأة السعوية قادرة على العمل وإنشاء تصاميم متميزة، مناسبة لاحتياجات المجتمع والتي تقوم على استدامة الموارد الطبيعبية في المملكة العربية السعودية.

 

- كيف كانت بدايتك (نشأتك، شخصيتك، دراستك...)؟
نشأت في عائلة تهوى العلم و التحصيل الأكاديمي. كان والداي من الأوائل الذين ابتعثوا لإكمال دراستهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980. لقد كانوا ومازالوا قدوة لنا في تطوير الذات والعمل الجاد. كنت منذ صغري أحب الفن والرسم. كنت في وقت فراغي اشتري كتب الرسم وأنمّي موهبتي في الرسم وتناسق الألوان والإضاءة. كان لدي حس التصميم الذي جعلني أهوى تناسق الأشياء في الفراغ والاهتمام بأدق التفاصيل في الترتيب والتصميم. كان توجه عائلتي منصبا على المجال الطبي، ولكني لم أجد نفسي في هذا المجال أبدا. بعد تخرجي من المرحلة الثانوية كان لدي بعض الصراع الداخلي، هل أتبع خطى إخوتي في الطب، أم أنشئ لنفسي مستقبلا مستقلا مختلفا عن الجميع؟ بالرغم من مخاوف الجميع، إلا أنني اتخذت قرارا وأصريت على دراسة التصميم الداخلي ودرست في كلية التربية - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حاليا -. كان مجال التصميم الداخلي جديدا ولم تتضح معالمه ولا مجالات عمله للمرأة السعودية بعد. كنت أشعر في قراري بالمغامرة آنذاك، إلا أنه تطور المجال في السنوات القلائل اللاحقة وزاد الإقبال عليه وأنشئِت شركات وفرص عمل جديدة. لذلك لم أندم أبدا على قرار الانخراط في دراسة المجال الذي استهواني منذ الصغر.

 

- ماهي أهم إنجازاتك العلمية في مجال التصميم الداخلي - أي مجال تخصصك -؟
عندما كنت أدرس في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، عملت على تطوير نفسي ودرست التصميم الداخلي عن بعد من خلال جامعة "Sheffield" الأمريكية. وهذا ساعدني لأن أصبح معيدة بعد تخرجي مباشرة من الجامعة. وقمت بتدريس الرسم الثلاثي الأبعاد. بعد ذلك قررت مواصلة دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مشيئة الله أن أكمل دراستي في نفس الجامعة التي درست فيها والدتي سابقا. اعتمدت على نفسي بعد توفيق الله وعملت على إثبات وجودي في المجال الأكاديمي من السنة الأولى. فلقد شاركت في معرض بحوث الطلاب وفي مؤتمر البحوث للدراسات العليا. كنت أول سعودية تشارك في هذا المؤتمر آنذاك. ثم توالت مشاركاتي في المؤتمرات العلمية مما أهلني في النهاية لأن أصبح عضوة في لجنة تقييم البحوث لمؤتمرين آخرين كانا في ولاية ميشيغن وولاية أوهايو. علاوة على ذلك قدمت دروس خصوصية للطلبة الأمريكيين في برامج التصميم الداخلي، ثم توظفت معيدة في جامعة شرق ميشيغن كمساعدة لطلاب الدراسات العليا في القسم. ثم عُيّنت كمحاضرة في نفس القسم. خلال هذه السنوات، تم تكريمي من قبل الجامعة ثلاثة سنوات متتالية نظير تميزي في التحصيل الأكاديمي، واختارتني الجامعة لتمثيل قسم التصميم الداخلي في حملتها الإعلامية لمكتب القبول والتسجيل. من الناحية العملية، فقد عملت في مكتب هندسي في نفس الولاية لمدة تسعة أشهر واستفتدت من خبراتهم ونميت شخصيتي في التعامل مع العملاء.

 

- كيف كانت تجربتك مع برنامج الابتعاث بشكل عام؟
لم أواجه أي مشكلة ولله الحمد في برنامج الابتعاث، بل كانت تجربة ناجحة بجميع المقاييس. واجهتني صعوبة في البداية من ناحية الخطوات المتبعة في تسجيل المواد الفصلية وإرسال التقارير الدراسية في نهاية كل فصل دراسي. إلا أنني أيقنت أن هذا كله في مصلحة الطالب أولا وأخيرا. ولكي يبقى المشرف الدراسي في الملحقية على دراية كاملة عن وضع الطالب الدراسي. كان لبرنامج الابتعاث دور كبير من ناحية الدعم المادي لحضور أو المشاركة في المؤتمرات العالمية. كان ذلك عونا كبيرا تحفيزا لي للمشاركة في هذه المحافل العلمية.

 

- كيف ترين مستقبل التصميم الداخلي كمجال عملي للمرأة السعودية؟
لا يخفى على الجميع بأن مجال التصميم الداخلي في تطور مستمر. وقد أصبح للمرأة السعودية الآن الكثير من فرص العمل والإبداع عموما في هذا المجال. المجال الأكاديمي هو أحد أبرز هذه الفرص. فلقد أنشئت الكثير من الجامعات في السعودية التي تهتم بهذا التخصص وهي بحاجة ماسة للكفاءات للنهوض بهذا المجال وإظهار أهميته في المجتمع. أيضا، هنالك الشركات التي تستقطب المصممات للعمل في عدة مجالالت في التصميم الداخلي التي منها تصاميم الاستدامة "SUSTAINABLE DESIGN"، الديكور الداخلي، تصميم المفروشات، تقنيات الإضاءة، تصميم الحفلات وغيرها. علاوة على ذلك، بإمكان المرأة السعودية أن تنشئ مشروعها الخاص لممارسة هوايتها وتطوير حسها الفني والإبداعي، والذي يتطلب العمل الجاد والإصرار على تحقيق التميز.

 

- هل كان يمكن أن تحققي هذه الإنجازات دون الابتعاث؟
لقد كان لبرنامج الابتعاث الفضل الكبير بعد توفيق الله في تطوير نفسي وإظهار موهبتي في التصميم الداخلي. لقد منحني الابتعاث الفرصة للتعرف على تقنيات جديدة وأساليب متطورة في التصميم. إن التوجه الأساسي للتصميم الداخلي في أمريكا هو تصاميم الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية وصحة الساكنين. لم أكن لأتعلم هذه الخبرات لو لم أبتعث. فقد كان هذا المبدأ جديدا بالنسبة إلي. جعلني أعي بأن هدف التصميم الداخلي ليس فقط تصميم فراغ جميل، بل إنه يمتد إلى هدف أعظم وهو تصميم فراغ صحي، يحافظ على البيئة و يخدم جميع أفراد المجتمع مثل الأطفال والمسنين والمعاقين.

 

- ما هي مشاريعك المستقبلية وماهي الأهداف التي تسعين لتحقيقها قريبا؟
أعمل الان على إنهاء رسالتي للدكتوراة، و التي تهتم بتطوير المباني في السعودية وتطبيق مبدأ الاستدامة فيها. وأطمح بأن أنشر بحوثي في المجلات العلمية وأفيد بلدي استنادا على نتائج هذه الدراسات البجثية. هدفي هو أن أتوجه إلى السلك الأكاديمي والالتحاق بالعمل في إحدى الجامعات السعودية. وأن أعمل على المزيد من الأبحاث لكي أصبح مرجعا وقدوة للمرأة السعودية التي تريد التميز والإبداع في مجال التصميم الداخلي. أود أيضا أن أقوم بدورات تدريبية لتثقيف المرأة السعودية عن أهمية هذا التخصص ومجالات عمله المختلفة. أهدافي لا تقف عند هذا فقط، بل أطمح بأن أضع بصمتي في عالم التصيم الداخلي من خلال إنشاء مكتب للتصميم الداخلي يوفر طابعا متميزا من التصاميم و الإبداع.

آلاء الغانم

.شابة سعودية، مواليد ٧ فبراير ١٩٨٩، أخصائية موارد بشرية، حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال-أنظمة إدارية، إنضمت إلى ‏فريق قسم التحرير والشؤون الإعلامية في ٢٢ يونيو ٢٠١٤ كمحررة في مجموعة سعوديون في أمريكا

آلاء الغانم

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول