•   info@saudiusa.com
صدقت لاتريس وخاب بنيامين
( 4 Votes ) 
10 تشرين2 2015

صدقت لاتريس وخاب بنيامين

 

فتحت عيناي على صوت مذيع النشرة الجوية، وسمعت بعضاً مما قال ألا وهو: ستثلج مبكراً في هذا العام، نهضت من سريري وبدأت يومي كعادته، بعد صلاة الفجر، فتحت إذاعة عرب في أمريكا إستمعت إلى فيروز تغني "تلج تلج عم تشتي الدنيي تلج" بصوتها اللطيف، ضحكت يبدو أنها ستثلج في أكتوبر أي قبل الهالوين. نزلت وكالعادة ألقيت التحية على جارتي الجاميكية لاتريس ذات الوجه الصبوح وهي تمسح أرض المبنى تبرعاً منها كل صباح، فردت قائلة: صباحك أجمل يا حلوة ، ابتسمي تبتسم لك الأيام.


و في طريقي دخلت كي أطلب من عجوز الحي المتقاعس بنيامين أن يوصل لي بعض الأشياء مساء اليوم، فقلت له: ستثلج اليوم فلا تتأخر بإيصال طلبي..فقال: سأقص ضفيرتي إذا سقط الثلج في أكتوبر..ضحكت بتهكم وقلت: إذن جهز المقص! إستقليت القطار أملاً في أن أصل إلى متحف المتروبوليتان وألحق بذلك المبدع الذي كان إسمه مارك المشرد في سبتمبر وأصبح مارك الفنان في أكتوبر حيث تبناه أحد المسؤولين في شركة معناة بدعم الرسامين الموهوبين في نيويورك، وصلت منتصف الطريق في محطة يونيون سكوير إلى أن تفاجئت بصوت ينبه الركاب إلى وجود عطل في المترو الذي سيقلني لمحطتي الآخيرة بسبب تساقط الثلوج.


وكعادتي لم أتحمل البقاء في الأسفل، صعدت إلى الأعلى وبدأت أشعر بنسمات بردٍ قارس، إنها حقاً تثلج .. سأقص ضفيرته الليلة، على يميني وجدت مقاهي عديدة تفوح منها رائحة القهوة وهي مكتظة بمدمنيها، دخلت إلى إحدى المقاهي وطلبت القهوة الساخنة كي لا أقف في الداخل بشكلٍ غير لائق، أخذت قهوتي ووقفت إلى جانب النافذة أراقب الزحام في الخارج، يا الله يبدون كخلية نحلٍ نشطة والصمت يعم الداخل، إستمر هذا السكون إلى أن مشى نحوي ذلك الشاب، بدايةً نظرت إلى حذائه، صوت أفكاري يعلو، ياله من أنيق ثم رفعت عيني لأرى سواره ومعطفه وشاله إلى أن قال بصوتٍ عميق متفائل: صباح سعيد فانتقلت عيناي إلى عينيه مباشرة يا إلهي، لم أقرأ برجي اليوم فلقد فقدت إيماني بالأبراج منذ زمن، إنه طويل أسمر وعيناه ناعستان، شعرت بوجنتاي تحترقان كالعادة..ابتسمت وانعقد لساني عن الكلام وحاولت أن أظهر عدم اكتراثي لوجوده، أخذ يحتسي قهوته ويتأمل المشهد معي بصمت كان يحاول أن يجاذبني أطراف الحديث ..

 

فقال: ياله من صباح مليء بالمفاجآت .. في داخلي قلت: إنه حقاً كذلك .. إبتسمت له فقال: عذراً يبدوا أنك لاتفهمين كلامي أنت غريبة عن المدينة أليس كذلك؟ ..فضحكت قائلة: أفهم ماتقول. فإبتسم .. كيف بدأنا وإلى أين إنتهى حوارنا لا أدري ولكن جل ما أعرف هو أنه ما بين فنجاني وفنجانه تبعثرت حروفي وتاهت كلماتي .. رُدَ لي عقلي عندما وطأت قدماي عتبة المقهى إلى الخارج تنفست الصعداء بإبتسامة تملؤها السعادة رفعت مظلتي والثلج يكسو الدنيا بحلته البيضاء النقية، ودار في خلدي:


كل ذلك لم يكن مصادفةً بل كان قدراً .. حمداً لله لقد صدقت لاتريس وخاب بنيامين.

آلاء الغانم

.شابة سعودية، مواليد ٧ فبراير ١٩٨٩، أخصائية موارد بشرية، حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال-أنظمة إدارية، إنضمت إلى ‏فريق قسم التحرير والشؤون الإعلامية في ٢٢ يونيو ٢٠١٤ كمحررة في مجموعة سعوديون في أمريكا

آلاء الغانم

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول