•   info@saudiusa.com
( 0 Votes ) 
21 كانون2 2015

مبتعثة؟ إذن إحرقها

آلاء الغانم

سعوديون في أمريكا - آلاء الغانم

استيقظت صباح السبت مبكرا وبينما أحتسي قهوتي جلست لأقرأ رؤوس العناوين في الصحف السعودية والعالمية باحثة عن أخبار مفيدة غريبة بعيداً عن أخبار السياسة الرتيبة. وفي طيات الصفحات وجدت إشادة بمشاركة الدكتورة حياة سندي في المحاضرة الافتتاحية لمنظمة الأمم المتحدة كونها سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في اليونيسكو ودورها المتميز بخدمة المجتمع لتمكين المرأة عن طريق العلوم وإعطاءها فرصة إكمال تعليمها لتكون اللبنة الأساسية والأولى لبناء هذا المجتمع على أساس صحي ومكين، حقاً كم شعرت بالفخر بمتابعة الدكتورة السعودية حياة من أبرز علماء العرب وهي تتحدث عن المرأة في العالم الإسلامي بمختلف القضايا، انتهيت من الخبر وكلي طاقة إيجابية إلى أن وقعت عيناي للأسف على وسم في تويتر يقذف فيه بعض الشباب المبتعثات بكلام مؤذي حقاً هذا يهدد بحرقهن بالأسيد و آخر يتشدق قائلاً لايشرفني أن أتزوج مبتعثة مع العلم أنه مبتعث.

الوسم هو #إحميها_من_لسانك .. حملة شارك فيها مايزيد عن 3 آلاف مغرد ومغردة في موقع تويتر، أطلقها مغردات ومبتعثات ومحامون لنشر الوعي في المجتمع السعودي لإيقاف القذف

والتعدي من قبل فئات جاهلة كثيرة في وسائل الإعلام المختلفة في الآونة الأخيرة، مطالبين بمحاسبتهم قانونياً وتطبيق قانون جرائم المعلوماتية بحق المحرضين ضد المرأة في مختلف القضايا.

المرأة هي من أهم أسس نهضة المجتمعات ونموها، لذلك نجد الدول المتقدمة تسهل تعليم المرأة وتدعمها حيث دعم الإنسان لايأتي بكبته أو بالتسلط عليه بل بتمكينه ومساعدته لتحقيق طموحاته، فهم على يقين أنه كي يحافظوا على نهضة المجتمع يجب تهيئة المرأة للقيام بدورها كي تصبح امرأة مثقفة أي ناضجة فكريًا، وتحمل مفاهيم تربوية سليمة وعقلاً راجحًا تدرك به أهمية المعرفة، وتعمل دائمًا جاهدة على أن تساهم في تنمية المجتمع.

المبتعثات هن عالمات،طبيبات،مهندسات،إداريات ومستشارات حاصلات على أعلى الشهادات من أعرق جامعات العالم بسجل عظيم مليء بإنجازاتهن المتوالية والأمثلة كثيرة لايسعني حقاً حصرها منها العالمة غادة المطيري و دكتورة غادة الغنيم ودكتورة ملاك عابد ودكتورة موضي الخلف وغيرهن كثر هنا يتساءل أحدهم لماذا عندما يريد هذا الذي ينعت المبتعثات بأسوأ الصفات، وعند ذهابه إلى المستشفى لمعالجة أمه أو أخته أو زوجته يطلب تلك الطبيبة السعودية التي تخرجت من الخارج مفاخراً بأن من تعالج أمه خريجة من بريطانيا أو أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة والتي يهاجمها طوال حياته ثم يشكرها وهو مطأطأ الرأس على جهدها؛ أليس ذلك إنفصام في التفكير وتناقض في مجتمعنا يزداد يوماً بعد يوم فيحللون ما يريدون ومتى يشاءون ، لم كل هذا الخوف من تقدمها ونجاحها؟ أسببه نقص في ثقتهم في أنفسهم أم هو تسلط وكبت يدرج تحت مسمى الغيرة على الحرمات.

أما آن لهؤلاء أن يخرجوا الشيطان المتلبس في عقولهم كلما شاهدوا نجاحات المرأة في تزايد .. أما آن لهم أن يتراجعوا عن أفكارهم الرجعية ونظرتهم الدونية للمرأة في زمن وصلت فيه إلى القمم في المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، إذا أردنا صدقاً لمجتمعنا أن يتطور فعلينا أن نمنح المرأة أبسط حقوقها ابتداءً من التقدير وانتهاءٍ إلى حرية الإختيار والتفكير والحياة.

وأختم قولي بحديث خير الأنام نبينا وقدوتنا محمد (صلى الله عليه وسلم): (إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم).

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول