اللقافه قتلت حوماااار
سعوديون في أمريكا - حنان الحربش
من الجميل حقاً أن تكون فضولياً ، لولا الفضول لما طرح الانسان أسئلته ، و اندفع بحثاً عن الإجابة .. هذه العاطفة هي التي تشعل فتيل الرغبة بالمعرفة ..!
و ياله من حريق اذا تمكنّ هذا " الفضول " من الانسان ، الفضول الذي يعني تدخّل المرء فيما لا يعنيه .. و الذي نطلق عليه بالعادة صفة " اللقافة " ، فهذا " الملقوف "لا يهتم سوى بمعرفة ماذا فعل عمر ، و ماذا قال زيّد .. يحشر أنفه في أخصّ خصوصيات الاخرين ، و لا يخجل من توجيه الاسئلة المباشرة و المحرجة لهم في سبيل تحصيل " المعلومة " التي سيقوم بتداولها في مجالس الحشّ و النميمة لاحقاً!!
و لعلّ من أبرز مظاهر " اللقافة " في المجالس النسائية ، هو تحرّق الكثيرات منهن لمعرفة ما اذا كانت فُلانة تضع النقاب على وجهها في السفر أم لا ؟ تتحجب أم تخلع الحجاب .. حتى أن الكثيرات ممن يحرصن على مشاهدة الصور ، انطلاقا من الحكمة المأثورة " ليس من رأى كمن سمع "و لكي تكون المعلومة أيضاً مدعمة بالصور ، الحجج و البراهين التي تضفي عليها شيئاً من " الأكشن " و الحماس ..
هذه " اللقافة " التي تتخذّ من الاخرين محوراً تدور حوله .. ليست سوى تعبئة لفراغ الذات التي لا تجد شيئاً تلتهمه سوى الناس و أخبارهم .. و لو أنها كانت في سبيل تحصيل العلم ، و البحث عن المعرفة ، لوجدناهم يلتهمون الكتب فضلاً عن التهام لحوم البشر ، لان هذا النوع من الفضول موجه لاقتناص العيوب ، يفتح مجالا للنقد و التجريح .. و النيل من الاخرين من خلف الظهور .. و فيه تسلّط و " سلاطة " لسان ، حيث الانسان فيه بمحاكمة الاخرين ، و إطلاق الأحكام عليهم .. بطريقة مسيئة .. ظنا منه بأنه ينتصر لنفسه و مبدأه و القيمة التي يعتقد بأنه يدافع عنها ، و هو في الحقيقة .. ينال من نفسه و ينتقص من قيمته .. ثم يموت بغيظه ..!
بقي أن اذكركم بتلك الحكمة التي أعزّها كثيراً .. من حسن إسلام المرء .. تركه مالا يعنيه
و " اللقافه قتلت حمار "