الناس بأن الذكاء مقتصر على المسائل الرياضية و المعادلات .. أووووه .. أشعر بالغثيان و أنا أسترجع أسماء الدوال المثلثية .. التي تنتهى عادةً بعلقه ساخنه أو شتيمه إن كان حظي جيداً .. كل هذا يحدث لأن "المعلم" شعر بالغضب من عدم اجابتي. " كل ظالم جبار جاته نيله " و ما أنيلكم يا معلمي الرياضيات ..! ... ما دعاني لتذكر هذا الماضي السحيق هو أنني قرأت ذات مرة عنواناً كابوسياً في أحد المجلات كان عنوانه ( ميوزيك إز ماث ) "الموسيقى هي الرياضيات" ..!! رحتُ ألتهم المقالة بعينيّ و قلبي يخفق بشدة .. لم أفهم كل شيء و هذا أمر طبيعي .. لعنتُ غبائي .. و لعنت ُ " ڤيتاغورس" كذلك. و لكن مهلاً ما هذا الصوت .. " لهذا الكون البديع الجميل موسيقى .. و لهذه الموسيقى الجميلة نسب و أرقام تحكمها .. كلما كانت النسب بسيطة كلما كانت الموسيقى أجمل .. " لقد كان شبحه الإغريقي ذو اللحية الكثة البيضاء ماثلاً أمامي .. غصتُ في مكاني .. و لكنني لم أتمالك نفسي وقتها .. و قلت له " و ما شأنك أنت في الموسيقى ؟ لا تحشر أنفك فيما لا يعنيك و انشغل بنظرياتك المثلثية " " أوه .. نظرياتي المثلثية ..!! ثمّة خطأ ما .. دعني أخبرك .. لم تكن نظرياتي على الإطلاق و لكنني درستها عن المصريين الذين استخدموها في بناء الأهرامات و درّستها في مدرستي حتى نُسبت إليّ .. في الواقع أنا اشتغلت ُ على آلة المونوكورد و اكتشفتُ السلّم الموسيقي .." كفى !! كفى !! كفى !! الموسيقى أرقى و أفضل منك ومن تعاليمك البائسة. لقد كنت أصرخ في وجه معلم مادة الرياضيات !!! الذي بدأ متفاجئاً من صراخي .. و ظنّ زملائي بأنني جُننت في تلك الحصة .. ربما أني غفوت بعد شعوري بحرارة المسطرة في يدي الصغيرتين. ليست المشكلة في الموسيقى، وليست في الرياضيات، وانا لست طالباً غبياً.. كل ما في الأمر أنني معقد من هذا العلم .. وكل علم درسته على أيدي "معلمين" زرعوا بذور العداوة بيننا وبين العلوم المختلفة. وتركونا نخوض معركة الكره، والتي سنخسرها عاجلاً أم آجلاً إن لم نصحوا ونعقد الصلح قبل فوات الأوان.