لتترك سلوكك يتكلم عنك لا لسانك
سعوديون في أمريكا - ماجد السليمان
حينما يكون سلوكنا متكلما عنا .. أتذكر ان والدي أطال الله في عمره .. كثيراً ما كان يردد ." لا تجعل لسانك متحدثا عنك .. واجعل سلوكك متحدثا عنك .. فلربما كذب اللسان ولكن السلوك لا يكذب" دائماً ما نكون موجودين في مجالس متعددة ،، يبدي فيها المتحدثون كل امر جميل يعتقدونه .. فتشعر لوهله .. انك امام شخص عظيم .. جاد لك الزمان ومنحك فرصة لقاءه .. الواقع انك لا تحتاج الى ايام او شهور لتكتشف صدق الرجل ومطابقة كلامه
في عام 1417 وفي الفصل الأخير من العام الجامعي في كلية التربية في جامعة الملك سعود استفتح أستاذ التربية محاضرته بإسهاب وإطالة شديدة بما يجب ان يكون عليه المعلم من توازن انفعالي مهما حدث من طلابه داخل الصف -حيث ان جميع من في المحاضره يفترض بهم ان يكونوا مدرسين في السنه القادمة- ولما التفت البروفسور الى السبورة ليكتب رماه احد الطلبه بكسرة من الطباشير -حيث كانت اداة الكتابه في ذاك الوقت-التفت البروفسور وأصبح في ثانية واحدة احد أبناء الشوارع غير المتعلمين بما خرج من فمه من ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام .. وهنا رفع يده احد الطلاب وقال .. انا يا دكتور من رمى الطبشورة فقد كان هذا الموقف يؤرقني كثيرا فأحببت ان أخذ درس عملي في كيفية التعامل مع هذا الموقف .. وشكرا فقد ربطت الان جيدا بين الكلام النظري في اول المحاضره وهذه التجربة العملية الحيه.. السلوك لا يكذب .. لأننا تربينا عليه .. وكبرنا معه .. حتى اصبح جزء من طبيعتنا .. انك لا تحتاج ان تخبر الناس كم انت صاحب مبادئ بمقدار ما يجب عليك ان تتمثل تلك المبادئ في حياتك و سلوكك.
