سـيـتـذكـرك الـعـالـم !

على فعل شيء لا تريده فقط ليرضى الجميع، وفي نهاية اليوم نواجه وحيدين مستقبل لم نختاره، بل ونحمل على عاتقنا أخطاء لقرارات نُسبت إلينا، لِنُجبر على لعب دور الضحية، ثم يلومنا المجتمع على قلة المسؤولية. الحقيقة المرّه هي أن هناك من يختار تخصصه لأنه الأعلى اجراً إما جهلاً بقدراته أو ارضاء لكم. وفي واقع الأمر هو شيء لا يحبه و لا يفقه فيه. ولكم أن تتخيلوا مستقبل اعمالكم بين يديه. وهناك من اختار والده تخصصه ويذهب كل يوم إلى تلك المحاضرة وكأنه يستقبل عزاء طموحاته التي دفنها حيّه. هو يعلم جيداً أنه يلفظ انفاس أحلامه يومياً بل ويقطع اشواط عكس ما يريد. يعاني ألف مره في كل كلمة يدرسها حتى تُصبح خيانة الأمانة هي أسلم الطرق لنجاحه. ليتخرج بشهادتين، أحدها تكريماً على طرقه المبدعة في الغش. أهذا ما تريد لابنك أن يتعلمه...؟ إن كان هناك شيء واحد يجب أن نتمرد عليه، فهو كُل شيء يُعارض طموحاتنا فقط ليدفن رغبتنا حتى نشعر بأن أصواتنا غير مؤهلة لتتحدث وعقولنا لا تعي بشكل كافي لتختار طريقها. إلى الأجيال السابقة مع التحية؛ ارجوكم، اصمتوا قليلاً لنختار ما نريد، لنتحمّل العواقب، فأن أتحمّل خطأ اختياري أهون عليّ من تحمّل قرار فُرض على من آخر يعتقد بأنه يعرفني أكثر من نفسي، ويظن انه يقرأ المستقبل! أن أتحمّل خطأ اختياري أهون عليّ من بقائي في مكان لا يشبهني و لا افقه شيء مما يدور حولي، سوى انني في سباق مع وقت كُتب عليه أن يكون ضائع، وكأنني والكرسي الذي أجلس عليه واحد.. فكلانا لا يتكلم ولا يعترض. خبراتكم في الحياة نحترمها ولكنها لا تعني أنكم دائماً على صواب، نعم لكم رؤية لا نراها كما أننا نرى شيء لا يمكنكم رؤيته، أرجوكم أفهموا تلك المعادلة. من المضحك أن نكون كلنا نسخة طبق الأصل من بعضنا البعض، أو حتى أن نقلل من عمل يقوم به أحدهم وبشغف فقط لأنه لا يجلس خلف أحد تلك المكاتب ذات المناصب. في نهاية اليوم، لن يقتل احدهم طموحك إلاّ اذا سمحت له بذلك، المجتمع لا يتحمل كل الذنب،لأنك تملك صوت وعقل من المفترض ان يدافع عن ما تريد وبشدّه ! إن الضعف هو أول فعل تخذل فيه نفسك وعندما تخذلها، ليس من حقك أن تلوم الغير على عدم احتوائه وإدراكه لما تريد. إن لم تؤمن بقدراتك لن يؤمن بك أحد، إن لم تعمل بشغف يعكسه لسانك وعينك وفكرك لن يُصدّقك أحد، إن لم تكن شجاعاً لن يقف بجانبك أحد. يجب أن يستفزك الضعف، فوجودك على قيد الحياة يعني أن الوقت لم يتأخر بعد. اُدرك تماماً أن الطرق التي لم يمشي بها أحد من قبل هي الأصعب في الاستكشاف والمقاومة والاستمرار. ولكن تذكر دائماً أن الأهداف النبيلة هي التي تصنع الأبطال، ليحفر التاريخ اسمائهم و تتشرف به الأجيال. تذكر دائماً بقدر شغفك، اجتهادك و نيتك سيتذكّرك العالم.