استثمار المبتعثين !!
جورج برات شولتز خبير اقتصادي أمريكي شغل منصب وزير الخارجية في الثمانينات, سأل شولتز : ما أفضل أنواع الاستثمار ؟؟ كان الكثير من الحضور يعتقدون أنه سوف يسرد تجربته الاستثمارية الناجحة عندما شغل منصبا وزير العمل أو أمين الخزانة الأمريكية, خالف كل التوقعات ولم يتحدث عن «المال» فكان
لبناء المستقبل. في كل يوم مهنة أسأل نفسي هذا السؤال: أين الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟؟. أليس مشاريعها متعطلة تحتاج مهندسين!! أليس استثماراتها ومواردها المالية مترهلة تحتاج خريجي إدارة الأعمال!! أليس مترجمي المنتخبات والاتحادات معظمهم أجانب فتحتاج خريجي اللغات الأجنبية!! أليس بيوت الشباب مهجورة بلا أنشطة تحتاج مدربين!! أليس برامج الاتحادات ولجانه تحتاج المختصين بالإدارة الرياضية!! حالة «العزلة» التي عاشتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لسنوات طويلة لا تخدم المرحلة الحالية التي يعيشها الوطن في ظل طفرة غير مسبوقة بأستثمار العقول البشرية الشابة المسلحة بالتعليم من مختلف الجامعات العالمية. الحراك الحالي الذي تعيشه المنظومة الرياضية اليوم بفكر عراب الاستثمار الرياضي بالسعودية عبدالله بن مساعد يبعث الأمل و يعزز التفاؤل بالمستقبل, لكن هنا أسأل: هل سينجح في استثمار العقول البشرية كنجاحه في المال ؟؟. تحتاج الرئاسة أن يكون لديها جهة تسمى «إدارة أستقطاب المتميزين من برنامج الابتعاث» وتشارك في أيام المهنة القادمة لعرض مشاريعها المستقبلية وتسويق برامجها و خططها وعرض الفرص الوظيفية الشاغرة. لا يبقى إلا أن أقول: الاستثمار في المال يمكن قياسه بالتنبؤ بعوائده وأرباحه لكن الاستثمار في العقول البشرية لا يمكن قياسه بنفس المعيار لكنه يبقى كما قال جورج برات شولتز: «رأس المال البشري بما يمتلكه من قدرات وإمكانات هو أكثر رؤوس الأموال عطاء وإنتاجية». ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.