•   info@saudiusa.com
( 0 Votes ) 
6 أيلول 2014

الجامعات السعودية تتعافى من «حمّى التصنيفات» بعد 8 أعوام من «الهوس»

بين الجدل الذي أثاره تذيّل الجامعات السعودية للتصنيف الإسباني «ويبوماتريكس» عام 2006، وقفزة جامعة الملك سعود بين أفضل مائة جامعة في تصنيف شنغهاي الشهر الماضي، ثمانية أعوام كاملة كافية لزوال «حمى التصنيفات العالمية»، التي صبغت حينها مزاج رجال كثيرين في وزارة التعليم العالي ومؤسساته، ليس آخرهم الوزير خالد العنقري، ومديري جامعات كبرى، مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة

الملك فهد للبترول والمعادن. وإن بقيت الجامعات السعودية تبدي حرصاً وعملاً لافتاً للتقدم في التصنيفات العالمية، إلا أن ردة الفعل الإعلامية المبتهجة للجامعات السعودية المتقدمة في التصنيفات العالمية لم تعد كالسابق. إذ مر خبر قفزة جامعتي الملك سعود، والملك عبدالعزيز، في مركزين متقدمين بين أفضل 150 جامعة في تصنيف شنغهاي الشهر الفائت، من دون ضجيج.


ومع ذلك لا زال السعوديون يتذكرون الجدل الأكاديمي الذي خلفه المركز المتأخر للجامعات السعودية عام 2006، وكيف تحول إلى جدل شعبي، تراجعت معه ثقة البعض في جودة ما تقدمه الجامعات السعودية، قبل أن يتحول الجدل إلى ما يشبه «الهوس» بمعايير التصنيفات الدولية للجامعات. ففي تموز (يوليو) 2008 دخلت جامعات سعودية عدة «لعبة التصنيفات»، وركزت جهودها على تحسين كل ما يمكن أن يحسّن موقع الجامعات في التصنيف، كالتعاقد مع باحثين فائزين بجوائز دولية، ليكونوا بين أعضاء هيئة التدريس.
فبداية شهرة تصنيف الجامعات عند السعوديين بدأت حينما أعلن التصنيف الإسباني «ويبوماتريكس» عام 2006 قوائمه، مذيلة بالجامعة الأقدم في السعودية، الحدث الذي أثار حينها الأكاديميين والمهتمين بسياسات التعليم العالي. لكن جامعة الملك سعود ما لبثت أن حسّنت موقعها في زمن وجيز بعدما درست لعبة التصنيف جيداً، لذا غيّرت موقعها في سلم التصنيف من متذيلة له إلى موقع متقدم. والحال ذاتها تنطبق على الجامعة المتخصصة «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن».
وفي حين أثارت هذه القفزة تساؤلات عن التغيير الكبير في أداء الجامعة خلال مدة قصيرة، ابتهجت وزارة التعليم العالي بتحسن مواقع جامعاتها في التصنيفات، وخرج وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ليقول حينها: «إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حفزت الجامعات السعودية لاقتحام التصنيفات العالمية»، قبل أن يتحدث بسرور بالغ عن دخول جامعة الملك سعود، بوصفها أول جامعة سعودية، ضمن تصنيف «شنغهاي»، واصفاً هذا التصنيف بالأرقى والأصعب وأكثر التصنيفات انتشاراً وقبولاً في الأوساط الأكاديمية، معتبراً ذلك إنجازاً غير مسبوق، ويسجل حضوراً عالمياً لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكداً أن هذا الإنجاز التاريخي لجامعة الملك سعود في تصنيف شنغهاي، يسجل باسم المملكة العربية السعودية في المحافل العلمية والبحثية العالمية».
وهو رأي أيده مسؤول آخر في وزارة التعليم العالي بمرتبة وكيل وزارة، إذ خرج إلى الإعلام قائلاً: «إن نتائج التصنيف الجديد المتقدمة للجامعات السعودية هي نتيجة طبيعية للعملية التطويرية المتسارعة في بيئة التعليم العالي في المملكة».
وبعد تزايد الاهتمام بالتصنيفات العالمية للجامعات عاماً تلو عام، بلغ الاهتمام ذروته حين قامت وزارة التعليم العالي، ممثلة بوكالة الوزارة للتخطيط والمعلومات، بإصدار كتيب يعنى بتصنيف الجامعات، أطلقت عليه: «الجامعات السعودية على الخريطة الدولية»، رصدت من خلاله المراكز التي احتلتها الجامعات السعودية في جميع التصنيفات العالمية خلال عامي 2009-2010.
وبحسب الكتيب، دخلت أربع جامعات سعودية قوائم التصنيف الإسباني «ويبوماتريكس»، فاحتلت جامعة الملك سعود المرتبة 164، تلتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 178، ثم جامعة الملك عبدالعزيز في 291، وأخيراً جامعة أم القرى في المرتبة 681.
كما أشار الكتيب إلى دخول جامعتي الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن تصنيف «كيو إس تايمز» في المرتبتين 221 و 255 على التوالي، فيما أضاف تصنيف آخر هو تصنيف «التايمز»، الذي احتلت فيه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المرتبة 349، بينما جاءت جامعة الملك سعود في المرتبة 363 فيه. أما التصنيف الأميركي الذي يعتمد، بحسب إصدار وزارة التعليم العالي، بشكل كبير على التصنيف البريطاني «كيو إس تايمز»، فاحتلت فيه جامعة الملك سعود المرتبة 222، بينما جاءت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 255.
وفي تصنيف «شنغهاي» دخلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ضمن أفضل 500 جامعة عالمياً، بينما تقدمت جامعة الملك سعود لتدخل ضمن أفضل 400 جامعة.
عام 2011 تقدمت كل من جامعتي الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن، 100 مرتبة في تصنيف «شنغهاي» بينما دخلت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معهم على الخط في التصنيف الإسباني «ويبوماتريكس»،
واستمر التنافس بين الجامعات عام 2012، إذ جاءت جامعة الملك سعود ضمن أفضل 300 جامعة بين الجامعات العالمية، وفق تصنيف «شنغهاي»، فيما حلت جامعتا الملك فهد للبترول والمعادن، والملك عبدالعزيز، بين أفضل 400 جامعة عالمية في التصنيف ذاته، بينما بقيت الحال كما هي عليه في بقية التصنيفات الأخرى، بتقدم ملحوظ للجامعات السعودية.
كان عام 2013 استمراراً لما قبله، فالجامعات السعودية تحتل مراتب متقدمة في التصنيف الأشهر عالمياً «شنغهاي»، والترتيب ذاته مايزال مستمراً، فجامعات الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن، والملك عبدالعزيز، تتقدم في الترتيب، مع دخول جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» في هذا العام رابعة في ترتيب الجامعات السعودية، وبين أفضل 500 جامعة عالمياً وفق هذا التصنيف، مع خفوت نجم بقية التصنيفات، والتركيز على «شنغهاي».
وفي آب (أغسطس) الماضي أعلن تصنيف «شنغهاي» للجامعات قفزة لجامعتي الملك سعود والملك عبدالعزيز، إذ جاءتا ضمنه في مرتبة بين الـ100 والـ150 عالمياً، فيما تراجعت جامعة فهد للبترول والمعادل عن موقعها السابق (بين 301 و400 أفضل جامعة) إلى موقع بين 401 و500، في حين لم يتغير موقع جامعة «كاوست» في 2014 عن سابقه في 2013، فبقيت بين أفضل 400 و500 جامعة.
لكن حمّى التصنيفات بدأت تهدأ عام 2011 بعدما أعلنت وزارة التعليم العالي، إثر مؤتمر التعليم العالي الذي تُقيمه بشكل دوري، إعلاناً أُطلق عليه «إعلان الرياض»، قالت إنه يضع خريطة الطريق لبناء منظومة الجامعات العالمية الرائدة، وجاء في الإعلان: «يبدي إعلان الرياض تحفظه على أنظمة تصنيف الجامعات، فهذه التصنيفات تسيء تقدير المناخ الصحي لنظام الجامعة».
وفي ما يشبه بداية النهاية لـ«موضة» التصنيفات، ألمح وكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات الدكتور عبدالقادر الفنتوخ، في العام 2011 ذاته، إلى أن الوزارة لم تعد تهتم بتصنيف الجامعات كما كنا من قبل.

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول