•   info@saudiusa.com
ليس الآن ولكن يوماً ما
( 0 Votes ) 
19 تموز 2014

ليس الآن ولكن يوماً ما

سعوديون في أمريكا- در قطان (المسابقة الرمضانية- فئة المقالات-23)

النظر إلى سلبيات الأمور قبل إيجابياتها قد تكون طبيعة النفس البشرية ولكنها طبيعة إيجابية إلى حد كبير. حيث أن النظر إلى ما هو سلبي يسهم في تطوير الأمور ويساعد الإنسان على ابتكار حلول جديدة. والعين الناقدة تساعد على تحديد العيوب ونقاط الضعف مما يدفعنا إلى العمل على تحسين الوضع الراهن، سواء كانت العيوب في منتج ما، أو نظام معين أو حتى خلل اجتماعي. تحديد المشكلة والاعتراف بوجودها تعتبر الخطوة الأولى لحلها.

والإنسان أيضاً قليل الصبر حيث أنه خلق عجولاً، ومن طبعنا كبشر نريد أن نرى الحلول تتشكل أمامنا فوراً ونريدها الآن وليس لاحقاّ. ولكن الحلول المستدامة لا تحصل "الآن" إنما تتطلب صبر ومثابرة واجتهاد، خاصة عندما تكون الحلول لمشاكل اجتماعية قد تتطلب إلى تغيير وإعادة هيكلة التفكير أحياناً. ورغم أننا كمجتمع قطعنا مشواراً عظيماً خلال السنوات العشر الماضية من ناحية التطور الفكري وتقبل الآراء المختلفة واحترام حرية التعبير وتمكين دور المرأة في المجتمع خارج نطاق بيتها وغيره، إلا

أننا ما زلنا ننتقد أنفسنا والمجتمع بالتخلف والرجعية. ولا بأس بالنقد ولكن ليس بهذه القسوة، صحيح أننا لازلنا لا نجيد أساسيات الحوار الفكري ولكننا في طريقنا إلى حل هذه المشكلة فصبر جميل والله المستعان... وصحيح أنه لا تزال هناك صراعات فكرية بين أصحاب التيارات المختلفة في المجتمع، ولكن المسألة في تطور مستمر، وتحتاج إلى وقت لكي نتعايش جميعاً تحت سقف واحد دون محاولة اتباع سياسة الإقناع بالإجبار والعمل أكثر بسياسة " كل واحد ينام على الجنب إلًي يريحه".

التغير الذي كلنا نطمح للوصول إليه وهو "التعايش السلمي" يحتاج إلى وقت وصبر ووقت وصبر ومزيد من الوقت والصبر. الولايات المتحدة الأمريكية والتي يعتبرها العديد من الناس من أعظم دول العالم اقتصادياً وسياسياً والتي تحتل المركز الأول في تعدد الجنسيات والعروق المختلفة ضمن مجتمعها، لم تصل إلى التعايش السلمي الذي تتمتع به الآن والمساواة بين حقوق الأفراد وحقوق المرأة إلا بعد صراعات دامت مئات السنين.

عمر الولايات المتحدة الأمريكية مائتان وثمانية وثلاثون عاماً وعمر المملكة العربية السعودية أقل من تسعون عاماً فكيف لنا أن نقارن ونقول انظروا إلى أمريكا والتطور المجتمعي الذين يعيشونه ونحن ما زلنا في صراع ! سنظل في صراع ولكن ليس للأبد. مقارنة بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فإن المملكة العربية السعودية على وكب تطور سريع جداً خاصة فيما يختص بقضايا المرأة.

رغم المشاكل العنصرية التي واجهتها الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها ضد أصحاب البشرة السمراء إلا أن الرجل الأسمر نال حق التصويت في الانتخابات قبل أي امرأة، ولم تكتسب المرأة حق التصويت إلا بعد مرور سبعين عاماً من ذلك. وكذلك الحكومة الأمريكية شهدت رئيس أمريكي أسمر بعد مرور مائتان وثلاثة وثلاثون سنة ولم تشهد في تاريخها بعد امرأة كرئيسة للدولة. إلى يومنا هذا تحسب أجرة المرأة العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبعة وسبعين سنت مقابل كل دولار يكسبه الرجل علماً بأن المرأة تشكل 50% من القوى العاملة. فأيتها المرأة السعودية صبر جميل والله المستعان....

ومن المتعارف أننا نطلق على المجتمع السعودي بأنه مجتمع ذكوري وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن لن يستمر الوضع كذلك فأغلب مجتمعات العالم كانت ذكورية يوماً ما.

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول