رسالة بلا نص

التي تقض مضجعك وتشغل عقلك لم يصنعها المارة وأولئك الذين تقع عيناك على أعينهم، هم لم يقترفوا ذنب اللحظة المريرة، فلم نقاسمهم همومنا بدلا من ابتساماتنا؟! الابتسامة هي الأمل الأخير الذي نواجه به تحدياتنا.. مواقفنا الصعبة، هي الحبل المتدلي الذي نجود به على  الغارقين في ظلمات غمومهم, نشق لهم طريقا للأمل حتى وإن كنا شركاء في المعاناة.كانت الابتسامة لمتعب مثله تعني المواساة والنقاء مهما كان جوهرها مختلفا ومتناقضا. حقا إن الابتسامة عمل اجتماعي مبرور، نضع فيه حدا لآلامنا، ونمد عبر الريح رسائل أمان وود. أتراه قدر أن يتغنى المشرقي المهاجر أبو ماضي: قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماًطَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّماابتسامة المشرقي تحد صعب، لأنه يقهر واقعه غير المرضي، يذيب في ابتسامته كل خيبات حاضره، يبتسم عل ابتسامته تغير ألوان الخارطة في عقول الآخرين على أقل تقدير. ربما تكون الابتسامة عنوانا ساخرا في ثقافة قدرها أن تحاط بصحراء حارقة، وطبيعة تقاسمنا واقعنا المعقد، لكن المفارقة أن الابتسامة جزء أصيل في تراثنا وثقافتنا الضاربة بجذورها في عمق التاريخ. فمن مشكاة النبوة" تبسمك في وجه أخيك صدقة" إيمانا بالأثر الاجتماعي والمظهر الثقافي التي تتركه الابتسامة لأنها تجب كل نقص في المظهرأو كما يقول لي ميلدون: الناس نادرا ما يلحظون ملابسك القديمة إذا ارتديت ابتسامة عريضة. أيها المبتعث لنبتسم فالأقدار لاتغيرها الكآبة والبؤس"ابتسم لتعيش!".