•   info@saudiusa.com
( 0 Votes ) 
11 تموز 2014

رحلة مبتعثة إلى بلاد العم سام !

 

                                      

 أريج الجربا

الرحلة كانت طويلة، كل ما كنت أفكر به: أين أخذت نفسي؟ ١٤ ساعة بالطائرة بعيدة أنا عن وطني. ماذا لو أتت كارثة طبيعية هدمت المطارات ! سأبقى في هذا البلد ولن أستطيع العودة .. 
نعم، أفكار درامية بامتياز ! أفكار ومشاعر لم أحسب أنني سأختلجها وأنتجها وأنا التي كان حلمها دوماً إكمال تعليمها في الخارج والسفر حول العالم ومقابلة الجديد.  لذا جلست أفكر، هل هذا ما أريده حقاً؟ لكنني عدت لأتذكر المقولة " إن لم يخفك حلمك فهو ليس جديراً بالتحقيق" على حلمك أن يخيفك قليلاً ويثير حماسك كثيراً عليه أن يخرجك من دائرة الراحة التى تدور فيها دون نهاية على حلمك أن يعلمك معنى كلمة التسخير ويجعلك تعيد تعريف كلمة الإلتزام.
عندما وقفت على الأراضي الأمريكية أدركت معنى الغربة. فأنا عنصرٌ غريب ووجهه أسمرٌ بملامح عربية. 
لا يسعك وأنت تتنزه بأرضهم إلا أن تقول: يا رب الجنة .. فالجو معتدلٌ ولا تسفحك الشمس بوهجها فحتى الشمس رقيقة في بلدهم. البحيرات والأنهار في كل زاوية والطبيعة غناء. وأعتقد أن كل هذا الوصف متوقعٌ في أذهانكم. بالمقابل الثقافة الإجتماعية للمجتمع الأمريكي مثيرة حقاً للإهتمام ولا يستطيع أحد إعطائكم صورة واضحة محددة التضاريس فالأفراد يتراوحون بين الحلو والمر كأي شعب بالعالم فمجتمع أفراد لا أحزاب وقبليات فكل يعبر ويتصرف مع الجميع دون استثناء بما يراه مناسباً بعض النظر من أنت وماذا تفعل ومن هم أهلك لأنه يتصرف على ما هو عليه لا ما أنت عليه. وسواء اتفقت مع هذا أو اختلفت يبقى يستحق منا التأمل.
لم أكن ولن أكون من المنسلخين عن عروبتهم على الرغم من كل ما تعانيه العروبة من علل وأمراض لا عوض لي عنها فأنا أتحلى بها عقداً من عقيق وزبرجد في جيدي لا أخلعه ولا أقطعه عند غضبي منها. 
أمشي بشوارع بوسطن أنظر إلى الأوجه أريد التعرف عليهم عن كثب فأرى أنهم لا يملكون مرونتنا، وطيبة قلوبنا، وحرارة عواطفنا ودفء علاقتنا ونبل تصرفتنا وشهامتها، لا يستطيعون إمتلاك روحانيتنا وقد يبدو هذا الكلام للبعض فلسفياً وإنشائياً ومثالياً وقد يكون لكن لا يعني أنه ليس صادقاً وشفافاً وملموساً.
قضيت ١٥ يوماً بين الفنادق وتعبت في البحث عن المسكن بين المستندات المطلوبة والغلاء لذا عزيزي المتبعث كن مستعداً جيبك سيغدو خاوياً كنخلة مررت بها قبيلة شُحْ بن طَمَع فرتب أمورك.
الملحقية جيدة. لكن الشكر الأكبر والأصدق هو للمبتعثين فقد حباني الله تعالى بالتعرف على إخوة لي لم تلدهم أمي والكثير غيرهم فقد ساعدوني من غير سؤال وطلب لا وبل وتابعوا أمري معي كما لو أنني أختهم الشقيقة فلا يسعني معهم شكر ولا تقدير ولكن أرجو من الله أن أستطيع إعطاء الآخرين كما اُعطيت لأنني أُريد مجازاتهم بما أكبر من الكلام والهدايا والورود. أريد إن أهديهم التغير فكما غير عملهم الطيب وضعي أريد أن أغير به إنسانا آخر وهكذا لتستمر دورة حياة العطاء وبه نحن المبتعثون شجرةٌ تعلو لتزهر وتنحني لتسبح خالقها. 

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول