(إحذر ما تقول .. اللآواعي لا يرحم)

سوف أتحدث عن جزءي المفضل وهو العقل اللاواعي، او كما هو مُتعارفٌ عليه "العقل الباطني". حيث أن حياتك يمكن أن تتحول للأفضل.

والشيء الأجمل والجدير بالذكر أنه من المُمكِن أن تُساهِم بجعل حياة غيرك أفضل. أو أسوأ في بعض الحالات - للأسف.

للتوضيح بأبسط صوره: العقل الباطني مثل الأرشيف او المستودع، يخزن مايمر عليك بحياتك منذ الصغر من أحداث رؤيةً وسماعاً، بعضها يمر مرور الكرام على العقل الواعي، ربما يستقل فيه بضع أيام. ولكن العقل الباطني "مايرحم" سوف يحتفِظ بها سواء سلباً كانت أم إيجاباً وسوف يٰفتح هذا الإرشيف لاحقاً وقت الحاجه.

 يستحق الذكر المثال التالي: (الفاونديشن) الأساس الذي يبني عليه الطفل معتقاداته و قناعاته و سلوكياته و الـ long-term effects  ،تأثيرات بعيدة المدى.ما يتلقاه الطفل سمعياً أو بصرياً أوحسياً يبقى مخزوناً بـ( الارشيف) العقل اللاواهي صورة قناعات تخرح لاحقاً فعلاً أو حديثاً. يمكن أن نبني أو نهدم مواهب وقدرات طفل. فمثلاً إذا رسم طفل لوحه وكانت ردة فعلك (وع ،، تفشل ) أو (واو، تجنن فنان ) يزعل أو يفرح الطفل ثم ينسى. لكن! ذكرت مسبقاً هناك من لاينسى ويخزن ماحدث وهو "العقل الباطن". سوف يبني قناعة عدم القدره على الرسم. أَطلَقتُ عليه مُسمى " باني القناعات" لانه مخزون القناعات الذي تصدر منه الافعال الإراديه. إراداتنا لا تصدر من فراغ.

وذلك ينطبق ايضاً على مشاهدة الطفل للعنف  سواء بالتلفاز ام الواقع وتطبيقه على زملائه او على الشريك مستقبلاً.

لذلك يجب علينا فعلاً مراعاة مانقوله للطفل وعدم الإستهانة به ، فعليه سوف تُبنى قناعاته وسلوكياته وقدراته، بالإظافه إلى مراعاة جميع نواحي النشأه البيئيه المحيطه. يقول المثل الصيني :"أساء سمعاً فأساء إجابة".

أما بالنسبة للتحسين على المستوى الشخصي و التطوير الذاتي عن طريق العقل اللاواعي، هنالك ما يسمى بعلم الـ nlp.linguistic programmingneuro وهي البرمجه اللغويه العصبيه، او بعبارة اخرى مهارة التحكم بالعقل اللاواعي. مثلا : اذا كانت لديك مشكله بحياتك ودائما تقول ( حياتي كلها مشاكل ! حظي سيئ ) فأنت الآن تبني قناعات يخزنها ويشغلها العقل اللآواعي. و بالفعل  يصبح لديك إعتقاد داخلي او إيمان بأن لديك مشاكل كثيره مما يؤثر على حياتك سلباً. بعكس تكرار الحديث الإيجابي الذي يرسل للعقل اللآواعي إشارات إيجابيه مثل( مشكله وتعدي، إن بعد العسر يسر .. الخ). اطلقت عليه " إقناع نفسي شخصي" وإن كانت هنالك بالفعل مشكله ،لكن تهويلها او تهوينها يعمل دورا كبيراً في حلها. وساء ظن من قال "أخدع نفسي!". يقول د. إبراهيم الفقي "احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك حتى إذا لم تكن شعر أنك تريد أن تبتسم فتظاهر بالابتسامة حيث إن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار." الجميع لديه قوة عقل باطن لكن ليس الجميع  لديه قوة اتصال بهذه القوه. مع معرفة وجودها وآلية عملها وممارسة الأٰليه بحد ذاتها ستتطور هذه المهاره وقدرة التحكم يوم عن يوم، وسوف تشعر بتحسن بحياتك بإذن الله.

"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"