•   info@saudiusa.com
صيام الحياة
( 0 Votes ) 
5 تموز 2014

صيام الحياة

سعوديون في أمريكا- زينب الشيخ عبدالله (المسابقة الرمضانية- فئة المقالات-10)
في الصغر، كنا نرى جميع من حولنا يصوم في شهر رمضان فتأخذنا الأفكار بعيداً ونطرح السؤال ذاته على أنفسنا مراراً متى نكبر لنصوم معهم؟ تمضي السنوات وهانحن نبدأ مشوار الصيام قبل سن التكليف الشرعي فنشعر بمتعة لاتضاهى ونتحدى الأصدقاء بعدد الساعات لصيامنا الجميل، وجاء ذلك اليوم حيث الجوع أخذ منا ما أخذ والعطش أرهق أرواحنا فنسارع لنأكل قضمة من الشوكلاتة المخبأة في أحد الأدراج ولقمة مخفية من أحد الطناجر المعلقة

على النار في غفلة من أمهاتنا. ونضحك ملوء فمنا نضحك بصوت عالٍ ونخرج مسرعين ولاننسى أن نتأكد أن لا أحد من الأهل يرانا. تأتي الأم الفخورة بإنجاز أصغر أبنائها


سائلة:
بني، هل مازلت صائم؟
الإبن: نعم أماه أنا كذلك
تبتسم الأم إبتسامة نصر لحسن تربيتها وتقترب شيئاً فشيئاً لتزين حلاوة نصرها بقبلة تعلو جبين ابنها لتتفاجئ برائحة الطعام تغزو وجهه بأكمله فتبتسم بصبر وتقول لم الكذب يابني؟!
تختفي بهجة الطفل وتتحول إلى عطب سريع
يتبعه صراخ. وتمضي قافلة السنين بنا دون أن نشعر فنحن الآن مكلفين وواجب هو صيامنا. نصوم عن الأطعمة والأشربة ولاتصوم أعيننا وألسنتنا وجميع جوارحنا عن كل ماحرم الله. نحاول التوبة كثيراً وسراعاً مانعود إلى سابق عهدنا وهكذا. وهو الأمر ذاته لدائرة الأيام فالصيام كالحياة تماماً.
تخيل معي
فأنت عند الصغر يجتاحك حماس كبير لتجربة الكثير وماإن تصل يداك لتجربته سرعان مايصيبك الملل فتتركه أو تحاول التخاذل وأحياناً الغش لتمر التجربة بشكل أسرع وأنجح بالنسبة لك تنضج قليلاً فتبدأ بالكذب وأحياناً تحاول إقناع الآخرين بكذبتك ولكن لاشيئ يدوم على حاله فهاأنت كاذب ومخطئ في أعينهم والويل لهم إن حاولو نصيحتك فأنت فجأةً تتحول إلى وحش كاسر تكبر أكثر وتعلمك الحياة من باب قسوتها وطيبتها الكثير والكثير فتسلك الدرب السليم في أغلب الأحيان إلا أن الشيطان يُزين لك درب الشر فتسلكه بعينك أو
بلسانك دون أن تشعر.

نعود للصيام في آخر العمر:
نصوم بأرواحنا وعقولنا قبل أن تصوم بطوننا عن الطعام والشراب فالخوف من يوم القيامة وعذاب الرب العظيم يراودنا طوال الوقت فنصوم صوماً تاماً لاتشوبه شائبة. فمتى نصوم صيام آخر العمر؟ وهل حقاً يجب علينا الإنتظار لنهاية عمرنا حتى نصوم
ونعمل لآخرتنا بشكل سليم يرضي الله تعالى عنا؟ وكذلك حياتنا الفانية في كل شؤونها فهل علينا أن نتنظر آخر أيام الحياة لنعلن التوبة والإقلاع عن المعاصي؟ سبحانك ربي شرعت الصيام لحكمة عظيمة،
فهنيئاً للصائمين في شهرك الكريم وفي جميع الشهور بألسنتهم وعقولهم وجوارحهم وبطونهم صوماً صحيحاً.

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول