المبتعث.. والتغيير!
يرتبط التوجس الاجتماعي السائد لدى البعض تجاه الابتعاث، بمخاوف غير مبررة في الغالب، ولا صلة لها بحقيقة الوضع! وهذه المخاوف لا تفسر حقيقة الحال، من كون الابتعاث خيارا لا إلزام فيه، هذا أولاً. والخوف لا يتفق مع حاجة المجتمع السعودي لتعليم أبنائه في مؤسسات أكاديمية، توفر فرصاً تعليمية ثمينة، هذا ثانياً. لماذا يعتقد الآلاف من هؤلاء المناهضين لفكرة الابتعاث، أننا الأفضل في كل شيء تقريباً؟ وأن بقاءنا سيكفل لنا أفضل تعليم،
لماذا يعتقد الآلاف من هؤلاء المناهضين لفكرة الابتعاث، أننا الأفضل في كل شيء تقريباً؟ وأن بقاءنا سيكفل لنا أفضل تعليم، وأفضل وظيفة، وأفضل سكن، وأفضل حياة؟!
المقلق أكثر، أن هناك من يتمادى بدافع مباشر من رُهاب التغيير، فيعتقد أن المبتعث أو المبتعثة سائرين إلى معاداته بشكل شخصي حين عودتهم! فيبدأ بعضهم بالتشنيع على مجتمعات أثبتت حقيقة أنها الأكثر دعماً للتعدد وقبول الآخر. فلديهم المساجد المرخصة رسمياً، وغيرها من دور العبادة التي قد تختلف عن ومع الديانة الرسمية لتلك البلاد. قصور الأداء المؤسسي؛ ساهم في تنامي هذه الشريحة، المتفقة على تعزيز هذا التناقض بين القرار السيادي والرأي الانفعالي. فلم تقم أي جهة بدورها في توعية المجتمع بآليات محاربة المخاوف من التغيير. ولمواجهة هذه المخاوف من التغيير، عليك معرفة التالي: "التغيير" السلبي المتوقع ليس حقيقياً، وهذا بسبب انعدام قدرتك على التنبؤ بالغيبيات، وأنك منغمس في توقعات وتخمين. تقبّل مخاوفك (الخوف من طبيعة الإنسان) ولا تمارس العدوانية بسببه. الخوف يؤثر على الحالة المزاجية والانفعالية، فلا تتمادى في خيالاتك. تواصل مع من تحب، وأفصح عن مخاوفك قبل شن حملاتك الهجومية. تمسك بإيجابيتك، ولا تستحضر الصور السلبية فقط، وتذكر من نجحوا بسبب الدراسة في الخارج. كن مرناً، وجرب أن تسافر ولو في إجازة قبل أن تهاجم ما لست به خبيرا. اقترب ممن لا يخافون التغيير، وتجنب من يعززون المخاوف لديك. أشغل ذاتك في أعمال مفيدة، تبعدك عن صنع المزيد من الخيالات، التي لا أساس لها في أرض الواقع.
