•   info@saudiusa.com
ملحقية أمريكا و المبتعثين
( 0 Votes ) 
14 أيلول 2015

ملحقية أمريكا و المبتعثين

 

 

محمد عبدالرحمن الحامد

 

كتبت قبل أكثر من سنتين عندما ابتعثت وكنت طالبا جديدا عن زيارتي الأولى للملحقية الثقافية السعودية في واشنطن أكبر ملحقية ثقافية سعودية في العالم من حيث عدد الطلبة، فانبهرت بالمنظومة المتكاملة في الأقسام والإدارات، وكذلك أرجاء الملحقية وحوائطها التي تعج بالهوية الوطنية والروحانية التي تطمئن المغترب عن الوطن والمبتعث والمبتعثة، بأن له من يهتم ويعمل لأجله، وأنه في هذه الغربة له ظهر وسند يقف معه في أزماته ويعالج له قضاياه ويوجهه أكاديميا، ويوفر له الإمكانات ثقافيا.


قررت وقتها أن أزور الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى، وقتها راود ذهني القلق بأني لن أستطيع الدخول إليه، وكذلك خوفي من ردة فعل قد تصدمني بما نراه من بعض المسؤولين بالمملكة في بيروقراطيتهم المتعنتة! وصلت هناك في الدور الخامس مشيت قليلا في اليمين، ودخلت رأيت عدة مكاتب لإداريين وسكرتارية، فإذا بي أتوقف لأتأكد من قراءة الاسم المكتوب بجانب المكتب الذي أمامي ..نعم إنه مكتب الملحق الثقافي بابه مشرع ونوره يصل إلى آخر الدور..وقتها تذكرت أوامر خادم الحرمين الشريفين لجميع المسؤولين بعدم جعل أحدهم بوابا لمكاتبهم، وأن يعاملوا كل مواطن كأنه هو..عم في أرجاء قلبي الطمأنينة وامتلأت نفسي بالثقة والشعور بالسعادة، فرأيت أي شخص يرغب بالدخول عليه لا أحد يمنعه ولامست في ذلك الوقت في الملحق الثقافي أبويته في شدته وحرصه وتعامله وأدبه في الحديث مع أبنائه وبناته وكذلك توجيهاته ومواقفه التي نراها في مصلحة المبتعثين.


نعم..إنه حق عليه وعلى كل مسؤول خدمة المواطنين، لكن هذا الرجل أقولها بكل ذمة رأيت فيه صفات المسؤول الوطني الذي يتصف بالصفات التي يأمر بها خادم الحرمين الشريفين، ليس كذلك فقط بل بصفات المسلم، وكذلك روح المواطنة والتعامل بالأبوية مع المبتعثين والمبتعثات؛ لأنه يراهم هم ذراعا للتنمية في الوطن في المستقبل القريب، وهم أصحاب تغيير يرفع بهم سقف التنمية والتطور والثقافة والعلم في الوطن فهو محب لوطنه ومحب لأبنائه..أنا لست مجاملا لكن بعد هاتين السنتين عاصرت أحداثا كثيرة وقرارات تمس المبتعث وترهقه والتي تعتبر وزارة التعليم هي السبب في ذلك.


أعود للملحقية بأمريكا، فما رأيته أن مسؤولين كثرا جميعهم مشغولون بخدمة الطلبة؛ لأن هذا المسؤول هو الرجل المناسب في المكان المناسب في نظري ونظر أغلب المبتعثين في ذلك الوقت!.


فاسأل وزير التعليم أين الدكتورة موضي الخلف؟ وأين الدكتورة سمر السقاف؟ ولماذا نودع الدكتور محمد العمر! هؤلاء الذين نعتبرهم أعمدة أساسية في بداية ونجاح مشروع الابتعاث كيف لخبرات مثل هؤلاء نفقدهم الآن في الملحقية التي تشرف على أكثر من 120 ألف مبتعث! هذا لا يعني أنه لا يوجد تقصير أو عدة مشاكل، بل نرى أحيانا تقصيرا من بعض المشرفين الدراسيين وكذلك نرى تأخيرا في الرد للطلبات المرفوعة في نظام سفير، وكذلك ضعف المكافأة التي ترهق الطلبة وغيرها الكثير، لكن نرى تفاعلا منهم في معالجة مشاكل الطلبة وكل فرد منهم مسؤول عن إدارة وعمل جبار لا أعتقد أن أي شخص جديد سيستطيع إدارتها جيدا، وأن يحرص حرصهم.


والذي زاد استفزاز المبتعثين قرار دراسة الوزارة بنقل المشرفين لداخل المملكة، هل تعي الوزارة خطورة هذا الأمر على المبتعثين؟ ومع ترابط الجامعات مع الوزارة بخصوص التقارير والضمانات المالية والمتابعة، كيف لمبتعث أن يقطع دراسته ويعود للمملكة خلال وقت الدراسة من أجل ضمان مالي البوابة لا تسمح الكترونيا بالحصول عليه بسبب بعض أخطاء الجامعات! أقولها لك يا وزير التعليم ماذا سنرى في المستقبل من قرارات؟ نعلم أنك رجل تحمل فكرا جيدا ووطنيا جدا، لكني أطلب منك مراجعة بعض القرارات وتلمس حاجات المغتربين.

 

صحيفة مكة

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول