لديك طفل أصم ؟ هذا المقال قد يساعدك

بالنسبة لي كانت رحلة جديدة انتقلت فيها الى عالم مختلف لا أعرفُ عنه أي شيء.
أن أكبر تحدِ واجهني في هذه المرحلة هي التواصل. ومع مرور الوقت كان اتقاني لغة الإشارة قد فتح لي بابا لاكتشاف عالمي الذي أنتمي إليه، وساعدني على التطور شخصيا، اجتماعيا، وثقافيا.

عند وجود طفل أصم في العائلة يكون ذلك عكسا للتوقعات التي يرجوها الأبوين في طفلهم، وبهذا يصبح أول شخص أصم تقابله العائلة وبسبب هذا الاختلاف فطبيعي جدا أن يكون ردة فعل العائلة مختلف. فبحسب إحصائيات دولية يقدر نسبة المواليد الصم لأبوين سامعين أكثر من تسعين في المئة. ومن هنا تبدأ رحلة طويلة في محاولة إيجاد حلول لهذا الاختلاف.
عند استقبال العائلة لطفل أصم للمرة الاولى تدخل العائلة في مرحلة إنكار وتبدأ في البحث عن سُبُل تساعد طفلهم الأصم في السمع والتحدث مثل الأطفال السامعين وهذا يمتد تأثيره ليس على الوالدين بل على جميع أفراد العائلة.

على الوالدين استغلال وجود طفل مختلف لديهم بطريقة إيجابية لعل أولها: تعلم لغة الاشارة التي هي لغة طفلهم الأصم الأولى. وتتيح لغة الاشارة التواصل الكلي مع الطفل الأصم وهي ليست لها تأثير على اكتساب اللغة المنطوقة ولكن لها فعالية أكبر في تنمية المقدرات اللغوية للطفل الأصم. إن تعلم لغة الاشارة يشبه تعلم لغة ثانية، وعلى الوالدين التفكير في الفوائد الجمة التي تكتسب من تعلم لغة أخرى.
من الطبيعي أن يشعر الوالدين بالحزن والألم عند وجود طفل أصم بينهم وذلك بسبب عدم مقدرته على التحدث إليهم، في هذه المرحلة المهمة على الوالدين الشروع في تعلم لغة الاشارة لتسهيل تواصلهم مع طفلهم وبالتالي الاحتواء داخل العائلة وشعوره بأنه أحد أفراد العائلة.

في الختام على الوالدين تقبل وجود شخص مختلف بينهم والبدء في تعلم لغة الاشارة كأهم خطوة لتقبل هذا الاختلاف. الوقت ليس متأخر لتعلم لغة الإشارة وأنا أضمن لكم أن هذه الخطوة سوف تساعد بشكل كبير في التعايش وردم فجوة الاختلاف مع طفلكم.