•   info@saudiusa.com
محطات طموح لا تتوقف
( 0 Votes ) 
31 تموز 2018

محطات طموح لا تتوقف

اسم الكاتب: عبدالله العماني

 

طموحك مهما علا فهو أولى خطوات النجاح، عام 2011 عدتُ إلى الوطن الغالي بعد إنجاز مرحلة الماجستير في التصميم الاستراتيجي والإبداع من لندن، وهي بالتأكيد من التجارب

التي أسهمت في إنضاج نظرتي وقراراتي على الصعيدين الشخصي والمهني كمهندس معماري مختص. عدت محملاً بالطموح العالي والأهداف المحددة، وقضيت خمسة أشهر حتى 

حصلت على عرضين وظيفيين في القطاع الخاص، وقبلت بالعرض الأقل أجراً لأعمل مهندساً متدرباً في مشروع الملك عبدالله للدراسات والأبحاث البترولية في الرياض براتب لا يتجاوز ثمانية آلاف ريال شهرياً. كنت كثير الأسئلة، وأعمل مع زملائي ساعات خارج الدوام؛ لكسب أعلى قدر من الخبرة، والاستفادة من جميع الفرص المتوافرة، وتجاوز فترة التدريب بشكل سريع. وخلال فترة قصيرة، أصبحت قائداً للمهندسين المفتشين على أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية في المشروع كاملاً. فساعدتني هذه الثقة على رفع مستوى العمل كمجموعة، وإنجاز المشروع بأعلى جودة. وبعد قرابة السنة تمت ترقيتي مرة أخرى لأصبح مشرفاً ميدانياً في الجزأين السكني والتجاري من المشروع. وبعدها بسنة تقريباً حصلت على ترقية أخرى لأصبح مشرفا للعمليات على جميع المشروعات الخاصة بالشركة في المنطقة الشرقية. كانت بداية جديدة لتحديات أقوى، عملت فيها بطموح أعلى؛ لأثبت قدراتي وكفاءتي في المنصب الجديد.

 

في الوقت نفسه كنت من ضمن 500 سعودي فقط حاصلين على فرصة ابتعاث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لدرجة الدكتوراه. فهل أستمر في الوظيفة؟ وهي بالتأكيد منطقة راحة وقوة، أم أذهب لمواجهة تحديات جديدة؟ وبعد دراسة إيجابيات كل خيار، اخترت طريق التحدي والطموح مرة أخرى، على الرغم من أن مرتبي تضاعف ثلاث مرات خلال سنتين، وعدت مرة أخرى إلى مقاعد الدراسة لتطوير مستواي العلمي، وتحسين نقاط الضعف في مجال إدارة المشروعات الهندسية والإدارة بشكل عام. ودعت وطني الغالي مرة أخرى تاركاً خلفي أغلى البشر عندي، وكل ما أُحب، متوكلاً على الله، متجهاً إلى مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتأكيد واجهت صعوبات وتحديات كثيرة، ولكن بعون الله تخطيتها، وأنا الآن في السنة الأخيرة من درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية/ تخصص إدارة المشروعات الهندسية في واحدة من أفضل جامعات العالم في هذا التخصص، وحصلت على شهادة مهمة في الإدارة والأعمال للمهندسين من مركز ريادة الأعمال في الجامعة، إضافة إلى عملي مساعد أستاذ في الجامعة لأكثر من مادة هندسية، وانتُخبت لأعمل رئيساً للنادي السعودي في مدينة أربانا وشامبين.

 

في الختام، جميلٌ هو الطموح، ولكن حدد أهدافك بوضوح أولاً، واجتهد في تطوير ذاتك ثانياً، واعمل بنقاط قوتك لتحقيقها ثالثاً. فمهما بلغ الطموح، فالعمل بجد ومثابرة هو مفتاح النجاح، ولا تتوقف عند عقبات الحياة متحججاً بـ "سوء الحظ" أو "عدم المقدرة"، بل كن واثقاً من قدرتك على تحقيق أهدافك. فما أُغلق طريق في وجهك إلا وفتح الله لك طريقاً خيراً منه.. فلِم تتوقف إذن؟ تمنياتي لجميع الطموحين من شباب بلدي بالتوفيق في مسيرتهم العلمية والعملية.

 

المصدر

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول