•   info@saudiusa.com
كيف يتمكن الناجحون من إيجاد وقتٍ للتعلّم المستمر ؟
( 0 Votes ) 
27 تموز 2018

كيف يتمكن الناجحون من إيجاد وقتٍ للتعلّم المستمر ؟

ترجمة: أسماء

تدقيق الترجمة: رحاب أحمد، باسمة محمد

مراجعة: آلاء السحيباني

إذا قرأت يوميًا ثلاثين صفحة فقط من كتاب، فإنك ستُنهي كتابًا من ثلاثمائة صفحة في عشرة أيام.

 

كيف يجد الناجحون وقتًا لتعلم الكثير كل يوم؟

عندما كنت في معسكر التدريب الأساسي للجيش كنا نقوم بتمارين الضغط بشكل روتيني لمئات المرات في اليوم الواحد، كان يصل مجملها تقريبًا إلى تمرين ضغط مئتي مرة يوميًا في بداية الدورة المكونة من ثمانية أسابيع، 

ثم وصلت إلى خمسمئة بنهاية الدورة. تعلو الدهشة وجوه معظم مَن يستمعون إلينا، أعتقد أنهم يتصورون أننا نقوم بذلك العدد من التمرين ذاته كله مرة واحدة أو على دفعات كبيرة، في الحقيقة إننا في معظم الوقت نقوم بعمل تمرين الضغط خمسة وعشرين إلى خمسة وثلاثين في الجلسة الواحدة والتي تتكرر حوالي عشر مرات أو أكثر خلال اليوم، فقد كان اليوم بأكمله مزيج متنوع من التمارين والجري وحتى الضغط.

 

تتكرر ردة الفعل ذاتها مع كثير من الناس حين أخبِرهم أنني قرأت مئة وخمسة وعشرين كتابًا وربما أكثر خلال العام، أضِف إليها عددًا من المجلات المطبوعة والاستماع إلى النشرات الصوتيّة وقراءة المدونات وغير ذلك، تمامًا مثل تمارين الضغط، فلا أمضي نصف يومي في القراءة والدراسة خلال جلسات طويلة، بل أقسّمه إلى جلسات أصغر على مدار اليوم وغالبًا ما تكون أقل من عشرة إلى عشرين دقيقة في وقت واحد، فكر في الأمر بهذه الطريقة، إذا قرأت ثلاثين صفحة فقط من كتاب كل يوم فستنتهي من ثلاثمائة صفحة في عشرة أيام، إذا استمرّيت في ذلك فستقرأ حوالي ثلاثة كتب في شهر واحد دون إمضاء عطلة نهاية الأسبوع كاملة في القراءة.

 

هناك ميزتان لتقسيم الوقت المخصص للقراءة في جلسات أصغر، أولًا: من السهل العثور على وقت قصير للقراءة من خلال استقطاع فترات لا تزيد عن عشرة دقائق وهو أسهل من تخصيص ساعة كاملة للقراءة، إضافة إلى أن هناك حدًا للقدرة التي يمكنك من خلالها تعلّم شيء ما وتذكّره في وقت واحد؛ فدراسة أمرٍ ما لبضع دقائق ومن ثم إعطاء عقلك الوقت الكافي لمعالجة واستيعاب المعلومات يعتبر أكثر فعالية بكثير من جلسات طويلة لحشو عقلك بالمعلومات.

يعرف هذا الأمر بـ”التجزيء”، فبدلًا من القراءة المستمرة لكتاب في أربع ساعات متواصلة، جرّب تحويله إلى وجبات خفيفة على مدار اليوم:

  • قراءة فصل واحد من الكتاب يستغرق حوالي عشرة لخمس عشرة دقيقة، غالبًا ما أبدأ يومي بقراءة فصل واحد فقط من أي كتاب مع قهوة الصباح المعتادة.
  • أبحث خلال يومي عن مصطلحات جديدة أو غير مألوفة، أبحث في الأسماء والمفاهيم وغير ذلك التي تظهر خلال قراءتي أو محادثاتي اليومية، يمكنني العثور على معلومات مفصلة بسهولة من خلال جوجل أو ويكيبيديا وعادة ما يستغرق ذلك أقل من دقيقة، يوم أمس مثلًا: تعلمت عن جُزر كيب فيردي (Cape Verde)  التي صادفتها في محادثة، بحثت عن الفرق بين مصطلحي «غيور» و«حسود»، تعلمت المزيد عن كسوف الشمس، وقرأت ملخصًا لكتاب بعنوان مقاومة الهشاشة (Antifragile )، قرأت عن تاريخ الآثار الكونفدرالية، إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة، قد يبدو ذلك وكأنني قضيت وقتًا طويلًا في القراءة، وفي الحقيقية لم أقضِ إلا دقيقة أو اثنتين في كل موضوع، بل أقل من متوسط الفواصل الإعلانية على التلفاز.
  • غالبًا ما أستمع إلى بودكاست أو كتب مسموعة أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو التمارين الرياضية أو القيادة، الاستفادة القصوى من تنقلات العمل صباحًا أو مساءً وغيرها من المهام التي تستغرق وقتًا طويلًا ولا تحتاج إلى تشغيل دماغك، فبودكاست من عشرين دقيقة يجعل الوقت المخصص لمهمة غسل الأطباق وكيّ الملابس أو طيّها وتنظيف المنزل يمضي سريعًا، وغالبًا ما أرتدي سماعات لاسلكية وأستمِع إلى البودكاست أثناء التسوق من البقالة، مرة أخرى تمّ تجزئة ذلك لثلاثين إلى ستين دقيقة خلال اليوم.
  • أنهيت اشتراكات القنوات الفضائية قبل بضع سنوات وغالبًا ما أشاهِد (TED Talks) أو مقاطع فيديو تعليمية على (YouTube) أو أفلام وثائقية على (Netflix)،ما زلت أخصص وقتًا لفيلم ما أو أشاهِد حلقات من مسلسلٍ ما لكن أكثر ما أشاهِده إما أفلامًا وثائقية أو دروسًا تعليمية.
  • إضافةً إلى هذه الممارسات المخصصة فإنني أبذل جهدًا مُركزًا للتعلم العميق بقضاء شهرين إلى ثلاثة للتعلم من عدة مصادر حول نفس الموضوع، مع القليل من الجهد والتركيز يستغرق ذلك اثني عشر أسبوعًا، يمكنك تعلم أمور كثيرة خلال أسبوعٍ واحد ومعرفة المزيد عن موضوعٍ ما مقارنة بالآخرين، مرة أخرى: يكون ذلك باستقطاع أوقاتٍ قصيرة هنا وهناك من عدة مصادر في الموضوع ذاته، فمثلًا: قرأت كتابًا عن الحرب الأهلية خلال ثلاثة أشهر، وشاهدت مسلسل الحرب الأهلية (Civil War) لِكين بيورنز (Ken Burns) عن الموضوع ذاته، وقرأت السيرة الذاتية لـأوليسيس جرانت (Ulysses Grant)، وشاهدت عدة وثائقيات أخرى عن الحرب الأهلية، ثم سافرت إلى عدد من المتاحف المحلية والمواقع التاريخية ثم انتقلت إلى شيء آخر، تنوّع المصادر جعل مسألة التعلم أمرًا ممتعًا ولم تستهلك وقتًا طويلًا كما يستهلكه معظم الناس في مشاهدة مباريات رياضية كل أسبوع.

 

أهم ما في الموضوع هو عدم إرباك عقلك بالكثير خلال وقت واحد، ينبغي اعطاؤه الوقت الكافي لاستقبال المعلومات ومن ثم فهمها. ابدأ دائمًا بأمرٍ تحبّه وتهتمّ له واختر الوتيرة المنطقية بالنسبة لك، اقضِ عشرين إلى ثلاثين دقيقة لقراءة المعلومات ثم خذ قسطًا من الراحة، عندما تكون مستعدًا أكمل قراءتك، عادة ما أقسّم وقتي إلى ثلاث أو أربع فترات في اليوم والتنقل بين شيء أريد تعلّمه أو آخر يجب علي تعلّمه في مجال عملي (أو يسهم في دفع مسيرتي المهنية).

بشكلٍ عام أقضي ساعة أو اثنتين يوميًا لتعلّم أشياء جديدة خلال عشرين دقيقة متواصلة، قد لا تبدو كثيرة ولكن مع مرور الوقت يصبح هذا التقدم التدريجي أمرًا ضخمًا، إن الأمر لا يختلف حقيقة عن التمرّن ثلاث مراتٍ في اليوم لمدة عشرين دقيقة، ستكتشف أن الإنجازات الصغيرة المستمرة بعد فترة من الزمن ستُنتِج تقدمًا هائلًا.

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول